كشف الدكتور إسلام البارودى استشارى طب الأطفال بجامعة القاهرة، أنه لابد من ربط التغذية السليمة بمناعة الطفل، وهى تبدأ من الأم قبل الولادة، والتي تحدد مستقبل الطفل وقدراته العقلية عند الكبر، مضيفا أن بكتيريا الأمعاء مهمة في تقوية جهاز المناعة، وأن العادات التقليدية التي كانت تتبعها الجدات أثبتت الأبحاث والدراسات الأخيرة أنها صحية وتعزز مناعة الطفل ومحاربته للأمراض.
وأشار إلى أن الأمهات والجدات كن يتركن الأطفال للعب فى التراب وذلك يكسبهم مناعة ضد البكتيريا والميكروبات والحساسية التي تصيبهم فيما بعد، كما أن تناول الأطعمة التي تسبب الحساسية في وقت مبكر تمنع الطفل من الإصابة بحساسية الطعام مستقبلا، وهذه الأطعمة مثل الفول السودانى، ومنتجات الالبان، والبيض والفراولة والأسماك.
وقال إنه يجب الاهتمام بالتغذية السليمة قبل الحمل والاهتمام بعد الولادة بالرضاعة الطبيعية، مؤكدا أنه فى الشهر الرابع يمكن إدخال أطعمة الفطام وفقا لتوصيات الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، وبشكل تدريجى وذات القوام الخفيف سهل البلع مثل الأطعمة المحتوية على السوائل كالشوربة، والحبوب مثل البليلة والحبوب المطحونة كالقمح المطحون، والخضراوات المهروسة والبيض والبطاطا، مضيفا: “حتى الأطعمة التي كنا نخشى من تسببها في حدوث الحساسية يمكن إدخالها مبكرا حتى لا تحدث الحساسية مثل منتجات الالبان وأيضا الاجبان، والبيض وذلك وفقا لآخر توصيات الجمعية الامريكية لطب الأطفال والجمعية الأوروبية للحساسية والمناعة”.
وأوضح، أن أكبر 3 دراسات حاليا أكدت على أهمية إعطاء الطفل الأطعمة التي قد تسبب الحساسية مبكرا حتى لا يصاب الطفل بالحساسية فيما بعد.
وقال، إنه يجب أن نهتم بتنوع الأكل من البروتين والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن، لأن نقص الفيتامينات والمعادن يسمى ما يطلق عليه “الجوع الخفى”، حيث إن الطفل يكون شبعان ولكن خلاياه جائعة لأنه لا يحصل على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها، وبالتالي فان الطفل يكون سمين وفى نفس الوقت يعانى من نقص الكثير من العناصر.
وقال، إن التغذية السليمة من الصغر تجعل الطفل قدراته العقلية مرتفعة، وأن الاهتمام بالتغذية السليمة من الطفولة هي التي تحدد مستقبل الطفل فيما بعد وتحدد مهاراته وقدراته العقلية في المستقبل، واذا أهملت في تغذية الطفل من البداية سينتج عنه ضعف في السلوك العقلى والسلوك الوظيفى، مؤكدا، إن الذكاء الاجتماعى او ما يطلق عليه الابداع الاجتماعى يرجع للتغذية السليمة الصحيحة من بداية الحمل.
وأوضح أن الأمراض المناعية، والالتهابات المناعية والالتهابات التحسسية تاتى نتيجة خلل في بكتيريا الأمعاء النافعة، موضحا ان المرضى الذين يدخوا المستشفيات بكثرة اكثر ضعفا نتيجة انخفاص الميكروبيوتا في جسمهم، كما أن الذين يتناولون المضادات الحيوية أجسامهم لا تحتوى على الكثير من البكيتريا المفيدة، والأطفال الذين يرضعون اللبن الصناعى ولا يعتمدون على لبن الأم أقل في كمية البكتيريا الموجودة في جسمهم، ومناعتهم ضعيفة نتيجة افتقادهم للبكتيريا المفيدة، لذلك نضطر الأم الى إعطاء الأطفال الأطعمة المحتوية على الميكروبيوتا مثل الزبادى والمخلل فهو يحتوى على البكتيريا النافعة.