توتر بين المعارضة وإردوغان بسبب إرث أتاتورك – مشاهير

إسلام جمال29 أكتوبر 20240 مشاهدة
توتر بين المعارضة وإردوغان بسبب إرث أتاتورك – مشاهير


خيم التوتر على احتفال تركيا بالذكرى 101 لتأسيس الجمهورية بين المعارضة والرئيس رجب طيب إردوغان على خلفية إصراره على وضع دستور جديد للبلاد.

ودعا زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال الشعب التركي إلى التصدي لمن قال إنهم يخططون لتعديل دستوري من أجل شخص واحد أو ضد أولئك الذين يهدرون آمال البلد من أجله.

ونظم حزب «الشعب الجمهوري» مسيرة من أمام البرلمان التركي إلى قبر مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، الثلاثاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 101 لتأسيس الجمهورية، تقدمها أوزال وقيادات الحزب ورئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، ورؤساء بلديات وأحياء العاصمة.

عرض لطلاب أكاديمية الحرب في إسطنبول بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية (رويترز)

وتطرق أوزال، في كلمة أمام تجمع لأنصار الحزب قبل انطلاق المسيرة، إلى دعوة رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب» دولت بهشلي إلى إجراء تعديل قانوني لتطبيق «الحق في الأمل» على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، وقال: «نحن ضد أولئك الذين يخططون لتعديل دستوري لشخص واحد أو لمستقبل شخص واحد من أجل حل مشكلة إردوغان».

إردوغان والدستور

يصر إردوغان على وضع دستور جديد للبلاد ترى المعارضة أنه وسيلة من أجل إعطائه الفرصة للترشح في انتخابات الرئاسة التركية مجدداً بعدما أصبح لا يحق له خوضها بموجب الدستور الحالي.

أوزال قاطع حفل الاستقبال الذي أقامه إردوغان في القصر الرئاسي متعهداً بالعودة إلى قصر أتاتورك (من حسابه في إكس)

ودعا بهشلي، الأسبوع الماضي، إلى أن يأتي أوجلان إلى البرلمان، ويعلن حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنَّف منظمةً إرهابيةً، وتخليه عن السلاح، وانتهاء الإرهاب في تركيا، مقابل تعديل القانون للسماح له بالتمتع في «الحق في الأمل».

ويعني «الحق في الأمل» إعادة النظر في وضع المحكوم عليهم بالسجن المشدد مدى الحياة بما يعطيهم الأمل بالعودة للانخراط في المجتمع.

وقال أوزال إنه جرى التخلي عن الفلسفة الأساسية للجمهورية، ولم يعد هناك رخاء أو ديمقراطية أو مساواة، كما أن الشباب الذين عهد إليهم أتاتورك بالحفاظ على الجمهورية لا يرون أي أمل في المستقبل ويفكرون بالهجرة، بعد 22 عاماً من حكم إردوغان وحزبه، وانسداد جميع الطرق أمامهم.

إردوغان مستقبلاً المهنئين بذكرى تأسيس الجمهورية بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

وأعلن أوزال مقاطعة الاحتفال في القصر الرئاسي بيشتبه، قائلاً إنه اتصل بإردوغان، وأبلغه بأنه بدلاً من الاحتفال في بيشتبه الذي تم بناؤه في غابة أتاتورك رغم كل الاعتراضات القانونية، وأصبح شوكة في ظهر الديمقراطية منذ 10 سنوات، دعونا نحتفل حيث ينبغي أن يكون الاحتفال في بيت أتاتورك (قصر تشانكايا) دون انقسام، لكنه رفض.

وأضاف: «قريباً سنحتفل معاً في تشانكايا بعد أن نفوز بالانتخابات المقبلة، ونؤسس الجمهورية مرة أخرى، معاً من جديد».

وتقدم إردوغان الاحتفال السنوي بذكرى تأسيس الجمهورية، واستهله بزيارة قبر أتاتورك رفقة رئيس البرلمان، وزعيم المعارضة ووزراء حكومته، وممثلي الأحزاب، كما ينص البرتوكول، ثم أقام استقبالاً بالقصر الرئاسي، وحضر احتفالاً بتدشين طائرة «جوك باي» التي أنتجتها شركة صناعات الطيران والفضاء التركية «توساش» التي تعرضت لهجوم إرهابي نفذه حزب «العمال الكردستاني»، الأربعاء الماضي، أسفر عن مقتل 5 أشخاص، وإصابة 22 آخرين.

إردوغان ونائبه ورئيس البرلمان وزعيم المعارضة في زيارة لقبر أتاتورك الثلاثاء بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية (الرئاسة التركية)

وقال إردوغان، في رسالة مصورة إلى الشعب التركي إننا «عازمون على جعل تركيا مستقلة وقوية ومزدهرة، وهو إرث دولنا الممتد من عصر السلاجقة إلى العثمانيين، وأخيراً الجمهورية في أراضي الأناضول، وسيبقى إلى الأبد».

وأضاف: «لا المنظمات الإرهابية، ولا أولئك الذين يحاولون من خلال أطماعهم التوسعية تحويل منطقتنا إلى بحيرة من الدماء والنار، ولا الإمبرياليون الذين يدعمونهم ويسمحون لهم بالتكبّر والغرور، يستطيعون أن يمنعوا نضالنا من الوصول إلى هدفه».

عرض عسكري في إسطنبول بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية (رويترز)

وشهدت مختلف ولايات تركيا احتفالات بذكرى تأسيس الجمهورية شارك فيها الولاة ورؤساء البلديات إلى جانب المواطنين.

استطلاع رأي

في هذه الأثناء، كشفت أحدث استطلاعات الرأي استمرار تقدم حزب «الشعب الجمهوري» على حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، منذ الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، مع تضاؤل الفارق بشكل كبير.

وأظهر استطلاع «نبض تركيا» لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي أجراه مركز «متروبول»، أن 32.1 في المائة من الأتراك يعتقدون أن حزب «الشعب الجمهوري» سيفوز في الانتخابات، إذا أجريت بشكل مبكر، مقابل 31 في المائة يرون أن حزب «العدالة والتنمية» سيفوز في الانتخابات.

أما فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة، فأظهر الاستطلاع أن إردوغان ليس لديه فرصة للفوز أمام أي مرشح من حزب «الشعب الجمهوري»، فإذا كان المنافس هو رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، فسيحصل على 53.8 في المائة، بينما سيحصل إردوغان على 28.7 في المائة.

أما إذا ترشح رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، فسيحصل على 49 في المائة من الأصوات، مقابل حصول إردوغان على 30.6 في المائة. وإذا كان المرشح هو رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، فسيحصل على 45.2 في المائة، مقابل حصول إردوغان على 31.2 في المائة.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل