قال رجل الأعمال الهندي غوتام أداني، إن مجموعته ملتزمة بـ«الامتثال التنظيمي على مستوى عالمي» بعد توجيه اتهامات بالاحتيال ومخطط رشوة مزعوم بملايين الدولارات في الولايات المتحدة، وهي أول تصريحات له منذ ظهور هذه الاتهامات.
أداني -البالغ من العمر 62 عاماً- هو أحد أغنى الرجال في آسيا، ويُنظر إليه على أنه مقرَّب من رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وقد تم تسليط الأضواء عليه في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما اتهمه المدعون الأميركيون في نيويورك، هو وسبعة من شركائه، بالاحتيال في الأوراق المالية، والتآمر لارتكاب الاحتيال في الأوراق المالية، والاحتيال في الأسلاك، بالإضافة إلى خداع المستثمرين، من خلال إخفاء أن مشروع شركته الضخم للطاقة الشمسية في شبه القارة الهندية، كان يتم تسهيله عن طريق الرِّشَى.
ويُزعم أنهم متهمون بدفع -أو التخطيط لدفع- نحو 265 مليون دولار رِشى لمسؤولين حكوميين للمساعدة في تأمين عقود وتمويل بمليارات الدولارات.
«هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه التحديات. ما يمكنني قوله لكم هو أن كل هجوم يجعلنا أقوى. وكل عقبة تصبح نقطة انطلاق أكثر مرونة لمجموعة (أداني)»، هذا ما قاله أداني في وقت متأخر من يوم السبت، في حفل توزيع جوائز بمدينة جايبور شمال الهند.
وقال رجل الأعمال إن العقبات التي تواجهها مجموعته هي «ثمن الريادة».
وأضاف قائلاً: «كلما زادت جرأة أحلامك زاد تدقيق العالم في أحلامك. في عالم اليوم تنتشر السلبية أسرع من الحقائق. وبينما نحن نعمل من خلال العملية القانونية، أريد أن أؤكد من جديد التزامنا المطلق بالامتثال التنظيمي على مستوى عالمي».
وقالت مجموعة «أداني»، في بيان لها الأسبوع الماضي، إن ادعاءات وزارة العدل الأميركية ولجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، ضد مديري شركة «أداني للطاقة الخضراء» لا أساس لها من الصحة.
بصمة أداني في اقتصاد الهند
إن بصمة أداني في جميع أنحاء الاقتصاد الهندي عميقة. فمجموعته هي أكبر مشغل لمناجم الفحم في البلاد، وأكبر مطور للبنية التحتية، وتدير كثيراً من المواني والمطارات، وتوظِّف عشرات الآلاف من الأشخاص. وعلى الرغم من جذوره في مجال الوقود الأحفوري، يطمح أداني إلى أن يصبح أكبر لاعب في العالم في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ويقول المحللون إن أحد العوامل الرئيسية في صعوده الصاروخي على مر السنين، هو براعته في مواءمة أولويات مجموعته مع أولويات حكومة مودي. ويتهمه منتقدوه برأسمالية المحسوبية، والحصول على معاملة تفضيلية من الدولة، مما سهل له الفوز بالعقود الحكومية. وقد نفت المجموعة مراراً وتكراراً هذا الاتهام.
وقد أثر الجدل بالفعل على مصالح أداني في الخارج.
فقد ألغى الرئيس الكيني في 21 نوفمبر صفقات بملايين الدولارات مع مجموعة «أداني» لتحديث المطارات ومشاريع الطاقة.
وقال متحدث باسم الحكومة السريلانكية في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنها تراجع المشاريع التي ستنفذها مجموعة «أداني» في سريلانكا. وكان من المقرر أن تستثمر المجموعة أكثر من 440 مليون دولار، بموجب اتفاق مدته 20 عاماً لتطوير 484 ميغاواط من طاقة الرياح في المناطق الشمالية الشرقية من سريلانكا، وتطوير محطة في ميناء كولومبو.
كما تقوم الحكومة المؤقتة في بنغلاديش بمراجعة اتفاقية تقوم بموجبها مجموعة «أداني» بتزويد بنغلاديش بالكهرباء، من مشروع للطاقة في الهند.
المصدر : وكالات