​«الشرق الأوسط» ترصد آثار الغارات الإسرائيلية على «الفوج 54» في القامشلي – مشاهير

إسلام جمال10 ديسمبر 20243 مشاهدة
​«الشرق الأوسط» ترصد آثار الغارات الإسرائيلية على «الفوج 54» في القامشلي – مشاهير


بعد قصف إسرائيلي متكرر خلال الساعات الماضية على «الفوج 54» التابع لجيش النظام السوري السابق في مدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، ومطارها المدني، دخلت «الشرق الأوسط» إلى الفوج، ورصدت آثار الهجوم الجوي الإسرائيلي، وعاينت حجم الدمار الهائل الذي لحق بالثكنة العسكرية وعرباتها العسكرية، بعد انفجار أطنان من الأسلحة والذخيرة وسقوط الشظايا على المناطق المجاورة، ما أسفر عن وفاة مواطن مدني، وإصابة آخر بجروح بالغة، وفق مصادر طبية.

وجالت «الشرق الأوسط» داخل الفوج الذي يقع في الجهة الجنوبية لمدينة القامشلي، وكانت أكبر قطعة عسكرية تخضع سابقاً للجيش السوري قبل سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد. وهذه الثكنة العسكرية تحولت على مدار السنوات الماضية لنقطة رئيسة لعبور وتنقل عناصر الميليشيات الإيرانية، عبر مطارها المدني ومنها إلى مدينة دير الزور شرقاً عبر مناطق كانت خاضعة سابقاً للقوات السورية.

داخل مقر الفوج، لوحظت عشرات العربات والدبابات والآليات العسكرية مركونة لتكون شاهدة على دموية حقبة نظام الأسد، بينما شُوهدت صور الرئيس بشار ووالده حافظ وشقيقه باسل ممزقة بعدما كانت منتشرة بكثرة بين المباني التي أصبحت مهجورة، وتحمل على جدرانها كتابات وعبارات تمجد عائلة الأسد.

آليات مدمرة في «الفوج 54» بعد استهدافه بغارات إسرائيلية (الشرق الأوسط)

وهذه القطعة العسكرية وغيرها في محافظة الحسكة بقيت خاضعة لسيطرة الجيش السوري حتى تاريخ سقوط الأسد (الأحد) الماضي، بينها عربات عسكرية متوقفة ودبابات تعرضت للقصف، فيما احترقت صناديق الذخيرة والأسلحة التي وضعت في شاحنات نقل ضخمة لتهريبها إلى مناطق سيطرة الجيش.

وتناقل سكان المناطق المجاورة أن القوات الروسية عاينت الثكنة يوم (السبت) قبل سقوط النظام، وكانت تريد إخراجها من الفوج، فيما أكد آخرون أن الجيش الأميركي أبلغ شركاءه على الأرض «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بقصف إسرائيلي وشيك.

وذكر مصدر عسكري مسؤول، طلب عدم الإفصاح عن اسمه أو صفته، أن الفوج «54» كان يضم مستودعات سلاح دفاع جوي، وأخرى للذخيرة والقاذفات تقدر بالأطنان، وتركها عناصر الجيش السوري قبل فرارهم نحو مناطقهم في الداخل السوري، كما تضمنت أرتالاً كبيرة من العربات العسكرية الروسية الصنع، ودبابات وناقلات جنود، وأن طائرات حربية يرجح أنها إسرائيلية شنت سلسلة ضربات جوية ودمرت ترسانة الأسلحة فيها.

وذكر شهود عيان ومدنيون من القامشلي، يسكنون في الأحياء المجاورة للفوج، أن الشظايا بعد القصف تطايرت في كل مكان، وتسببت بأضرار وخسائر مادية كبيرة. وأفاد سكان بأنهم سمعوا دوي سلسلة انفجارات في وقت متأخر من ليل الاثنين استمرت لأكثر من ساعتين حتى منتصف الليل، وشاهدوا سحب الدخان وأعمدة النار الكثيفة تتطاير فوق مقر الفوج والمطار المدني.

آليات مدمرة في «الفوج 54» بعد استهدافه بغارات إسرائيلية (الشرق الأوسط)

وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» إن شاباً يبلغ من العمر 27 عاماً فقد حياته جراء تعرضه لشظية، كما أصيب شخص آخر بجروح خطيرة جراء سقوطها على منازل داخل مدينة القامشلي تزامنت مع انفجارات مستودعات الذخيرة في مقر الفوج. وأكدت المصادر، من المستشفى السوري التخصصي الخاص، أن المصاب خضع لعملية جراحية لاستخراج شظية من صدره، مشيرة إلى أن حالته الصحية حرجة للغاية وغير مستقرة.

وتروي إعلامية تسكن في حي الكورنيش جنوب القامشلي، كيف سقطت شظايا على منزلها، الذي انهار جزء من سقفه جراء القصف الإسرائيلي. وأخبرت «الشرق الأوسط» عن اللحظات الأولى للقصف: «كانت أعصابنا مشدودة للغاية، نسمع، وسط هلع وخوف، دوي الانفجارات، ولم نتوقع أن تصيب شظية كبيرة بيتنا في الطابق العلوي، وثقبت جدار صالة الضيوف، ومن لطف الله لم يكن فيها أحد».

وأثارت الغارات الإسرائيلية حالة من الذعر بين سكان المدينة، وأدت إلى نزوح كثير منهم من الأحياء المحيطة بالمطار والفوج العسكري إلى مناطق أكثر أماناً، في حين أظهرت مقاطع فيديو بثها نشطاء محليون جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، شدة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الفوج والمطار، حيث أظهرت تصاعد أعمدة الدخان ولهيب السحب بشدة من مبنى الفوج.

صورة الأسد ممزقة في «الفوج 54» (الشرق الأوسط)

يُذكر أن هذا الاستهداف الإسرائيلي هو الأول من نوعه على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وطال القصف خمسة منازل على الأقل تضررت بشكل كبير جراء تساقط الشظايا في أحياء مجاورة، بينها حلكو والكورنيش وقناة السويس والحي الغربي، بعد تعرض المنطقة لقصف عنيف.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل