إذا كنت من الباحثين عن فرصة عمل أو تسعى للحصول على منصب وظيفي أعلى والترقي بإحدى الشركات الكبرى، فلابد لك من اجتياز بعض الاختبارات وأهمها اختبار المقابلة الشخصية مع موظفي الموارد البشرية الذين يلقون العديد من الاسئلة على المتقدمين التي قد تبدو بلا معنى في بعض الأحيان، غير أنَّ الهدف منها ليس الحصول على إجابات بعينها بقدر قياس واستكشاف القدرات والمهارات الشخصية ومدى ملاءمة طبيعة الموظف الجديد للمهام التي ستطلب منه عند حصوله على الوظيفة والتعيين وانضمامه لفريق العمل.
ووفقا لموقع «وظَّف» الذي نشر استبيانًا لآراء مجموعة من خبراء التنمية البشرية والعاملين بمجال الموارد البشرية، فهناك العديد من التوصيات للمتقدمين إلى وظائف والباحثين عن فرص عمل أفضل، لابد من إتباعها لاجتياز اختبارات المقابلات الشخصية، التي تضمنت ردود مناسبة وإجابات تتلاءم مع أكثر الأسئلة شيوعًا خلال المقابلات، نستعرض أبرز 8 أسئلة وإجاباتها في التقرير التالي مع توضيح الهدف من طرحها.
السؤال الأشهر.. «عرّف نفسك باختصار»؟
أولى الأسئلة وأكثرها شيوعًا خلال المقابلات الشخصية هو سؤال المقتدم لـ الوظيفة بتعريف وتقديم نفسه باقتضاب، الذي يجب ألا يتجاوز الرد على هذا السؤال دقيقتين وأن تحمل الردود ثقة بالذات تظهر خلال نبرة الصوت وجلسة المتحدث، مع تنظيم المعلومات وسردها مترابطة بإيقاع زمني يعطي صورة إيجابيه عنك، ولابد أن تتضمن المعلومات الآتية؛ «الاسم ثلاثي، والعمر، والمؤهلات الدراسية، وسنة التخرج، ومعلومات إيجابيه أخرى من شأنها زيادة فرصك في الحصول على الوظيفة مثل الخبرات العملية»، وتجنب أي معلومات أخرى ليست ذات صلة بالوظيفة.
لماذا تقدمت لهذه الوظيفة؟
ربما لن يتمّ طرح سؤال مباشر يتعلق بتقدمك للوظيفة خلال الإنترفيو، لكن من خلال إجابتك على السؤال الأول الخاص بتعريف نفسك، من الجيد أن توضح سبب اختيارك لمهنتك الحالية أو التي تسعى للحصول عليها، ولماذا هذه الشركة تحديدا، مع مراعاة أن تتضمن إجابتك معلومات إيجابيه عن الشركة مثل قول: «سمعتها الطيبة وتاريخها العريق في المجال وتأهيلها للعديد من الكوادر…»، وإيضاح أنَّ سماتك تلائم الوظيفة، بجانب أن يتخلل «الحماس» ردودك.
ما الذي تعرفه عن هذه الشركة؟
مهما كان الوقت ضيق أمامك، فلا يجب أن تذهب لمقابلة عمل دون أن تدرس مهام الوظيفة المتقدم لها والمهارات المطلوبة، وتاريخ الشركة المعلنة عن الوظيفة والمُدراء البارزين، وذلك من خلال موقعها الرسمي على الإنترنت لمعرفة الغرض الذي أنشئت من أجله وتاريخها ونشاطها التجاري والخدمات التي تقدمها وتاريخ التأسيس، وعدد الفروع إذا وجدت وما يميزها في سوق العمل وجعلك تقدم على الترشح للوظيفة وترغب أن تكون ضمن فريق العمل وبأي قسم تريد الالتحاق مع مراعاة اختيار قسم يلائم دراستك ومعرفتك ومهاراتك، وأن تكون إجاباتك واضحة ومتسلسلة عند التحدث عن «الشركة».
تكلم عن أبرز 3 نقاط للقوة والضعف لديك.. على حد سواء
عند طرح هذا السؤال، عليك أن تبدأ بعرض نقاط القوة لديك، ثم عرض نقاط الضعف ولكن تحدث عنها وكأنّها «من الماضي السحيق»، وكيف أنك عملت على تغييرها لتصبح نقاط قوة وذلك لإظهار مدى قدرتك على تحويل نقاط الضعف إلى قوة وتطوير الذات.
هل تستطيع العمل الجماعي أو مع فريق؟ ولماذا؟
لا يجب أبدًا إظهار نفسك بالشخص المنطوي الذي لا يستطيع العمل الجماعي أو مشاركة فريق العمل المساعدة والتعاون المتبادل، مع ضرورة توضيح مميزات العمل في جماعة مثل التأكيد على أنَّه يخلق بيئة جيدة للعمل الخلاق والابتكار ويعزز روح التعاون واجتياز الصعاب وتحمل المسؤولية، ولا تنسى عند إجابتك عن هذا السؤال تحديدًا أن تعطي أمثلة عملية مررت بها وأن تكون إيجابية بالطبع.
كيف ترى نفسك بعد 5 سنوات؟ وما هو طموحك لهذه الوظيفة؟
احذر هذا الفخ، أو أن تبدو معدوم الطموح والرؤية، فهذا السؤال تحديدًا يخفق الكثيرين في الإجابة عنه رغم بساطته وأهميته لحصولك على الوظيفة، التي يقيس صاحب العمل من خلال إجابتك عنه مدى ملاءمتك للعمل ضمن طاقم العمل.
ولأفضل إجابة على هذا السؤال، احرص على انتقاء ردود منطقية وتوقعات تتسم بالواقعية وعدم المبالغة واستعراض أهداف يمكن تحقيقها من خلال إمكانات متوفرة ومتاحة وتتلاءم مع قدراتك الحالية، فالمبالغة ستأتي بنتائج عكسية وستظهرك على أنك شخص غير واقعي أو «خيالي».
كما يفضل بالطبع إظهار طموحك في الحصول على منصب إداري جيد داخل المؤسسة عند السماح بالارتقاء الوظيفي على مدار سنوات عملك وتحين الفرصة لذلك، مع إظهار الثقة وجدارتك لتحمل المسؤولية عند إلقاءها عليك وتبرير ذلك بأسباب منطقية، مثل حبك وتفانيك للعمل، وقدرتك على العمل تحت ضغط، وقدراتك القيادية.
ولا تغفل سردك لموقف تعرضت له في وظيفتك السابقة ومن خلال إدارتك له نجحت في اجتياز بعض المتاعب والصعاب لإيضاح قدرتك على إيجاد الحلول للمشكلات، مع مراعاة منطقية الموقف والسرد وتجنب المبالغة، حتى لا تبدو في مظهر المخادع أو المحتال، بل الإجابة بموقف عملي ساعدك على تطوير ذاتك.
هل لديك أقارب لدى الشركة؟ وكيف عرفت عن الوظيفة؟
لابد أن تذكر الحقيقة، فإذا كان لديك أقارب يعملون بالشركة التي تقدمت للحصول على وظيفة بها عليك قول ذلك، مع إعطاء توضيح منطقي لمعرفتك بوجود فرصة عمل متاحة.
لماذا تركت وظيفتك الأخيرة؟
في الغالب يتمّ طرح هذا السؤال على المتقدم للعمل، فما عليك سوى توضيح أنك تسعى دومًا لتطوير نفسك ومهاراتك والحصول على فرصة عمل تساعدك في تحسين وضعك الحالي سواء المادي أو العملي والوظيفي، وأنك دائم البحث عن فرص جيدة للعمل من خلال تطوير ذاتك.
