على شاطئ المندرة المجاني، يقف بقميصه وشورته وقبعته ذات الألوان البيضاء، يكسر تلك الألوان شنطته السوداء التي تحمل كاميرا عتيقة يصور بها المارة، فيقف محمد السيد، 73 سنة، أكبر مصوري الشاطئ في الإسكندرية بابتسامة أمام الجميع يعرض عليهم التقاط صورة لهم مقابل 10 جنيهات تبقى ذكرى خالدة عن رحلتهم لعروس البحر الأبيض المتوسط.
عمل مصور البحر قبل ظهور كاميرات الهواتف
الرجل السبعيني قضى أكثر من نصف قرن من حياته على شواطئ الإسكندرية، حيث تصوير المصطافين خلال ستينات وسبعينيات القرن الماضي، حين كان عمله يصحبه رواجا كبيرا قبل ظهور الهواتف الذكية التي تحوي كاميرات بها عشرات الميجا بيكسل وتخرج صور احترافية مميزة جعلته هو ومن معه في تلك المهنة يتوارون في الخلف، لا يجدون عملا متسعا كالسابق.
«مهنة التصوير اتدمرت في زمن الآيفون» بتلك الكلمات عبر محمد السيد، أكبر مصور شواطئ الإسكندرية، عن حزنه لما آلت إليه مهنته التي يفخر بكونه أكبر منتسبيها حيث يعمل بها منذ إن كانت الصورة بلونيها الأبيض والأسود، وكانت تبلغ قيمتها 10 ملاليم قبل أن تصل في الوقت الراهن إلى 10 جنيهات.
قصة أقدم مصور على شواطئ الإسكندرية
وأضاف السيد لـ«الوطن»، أنه تعلم التصوير وهو صغير في أحد الاستوديوهات الشهيرة آنذاك قبل أن يخوض تجربة تصوير المصطافين على الشواطئ منذ 53 عاما، ويصنع معملا خاصا في بيته لتحويل الصور من فيلم الكاميرا إلى أوراق يحتفظ بها المواطنون.
وأوضح أن أصعب ما يواجهه خلال تلك الفترة هو طلب المصطافين تقديمه الصور لهم عبر تطبيق «الواتس اب» بدلا من طباعتها وهو ما يعكس التحول الكبير في تعامل المصطافين مع الصورة التي كانوا يرغبون أن تكون مطبوعة ملموسة لتذكيرهم برحلتهم بينما حاليا هي للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي لنيل الإعجاب والتعليقات.
أسعار تصوير الشاطئ
ولفت إلى أن الصورة إذ طبعها أو نقلها إلكترونيا فتكلفتها 10 جنيهات، حتى إن كانت صورة فرد واحد أو مجموعة فكلاهما بالنسبة له صورة قطعة واحدة من عمله، فيقدمها بنفس السعر، مشيراً إلى أن الزبائن في الوقت الراهن هم أعداد قليلة ممن اعتادوا عليهم تصويرهم منذ سنوات فيكلمونه بالاسم لأجل توثيق لحظاتهم المميزة.