أمام محكمة الأسرة وقفت سيدة على مشارف الـ50 من عمرها، يظهر عليها الهم ويحاوطها 3 أبناء في عمر الزهور، الذين حكوا تفاصيل مؤسفة أمام مكتب التسوية، وبعد أن سردوا أسباب دعوى الخلع التي أقامتها والدتهم ضد والدهم طالبوا بأنفسهم تحويل الدعوى للمحكمة، لينظر بها القاضي ويرحم والدتهم من العذاب الذي عاشته 20 عامًا، قضتهم معه وتحملت الضرب والإهانة أمام القريب والغريب.
«وسام»: 20 سنة بحاول أصلح حياته
وخلال وجودهم بالمحكمة لحضور الجلسة الأولى، تحدثت «وسام. ج» لـ«الوطن» وقالت إنها عاشت معه 20 عامًا، قضتهم في المحاولات والدعاء بأن يصلح الله حاله من أجل أبناءه، لكنها قررت أن تقطع كل شيء يربطها به، بعد أن تجرأ وأجبر ابنه الأكبر، على بيع المخدرات معه، بحجة مساعدته في نفقات المنزل بدلًا من التعليم والوظيفة.
الزوجة أجبرت على الزواج منه
وبنظرات يعلوها الحزن، استرجعت الزوجة الخمسينية تفاصيل زيجتها، وقالت إنها تزوجت بعد أن رشح أحد جيرانها زوجها لوالدها، وملأ رأسه بأنها كبرت في السن، وفاتها قطار الزواج، وأن العريس رجل ميسور الحال ويوفر لها حياة مرفهة بدلًا عن مستواهم السيء، وسيتكفل بنفقات الزيجة كاملة، واقتنع والدها بكلامه، وأجبرها على الخطبة، ومن ثم الزواج دون معرفة رأيها حتى.
الزوجة تكتشف أنه تاجر مخدرات
وبعد أن رضت بحالها، تيقنت بعد أيام قليلة أنها انتقلت للجحيم مع تاجر مخدرات، وليس للعيش مع زوج يصونها، وقالت: «أنا مكنتش عايزة أخلف عشان مجبش أطفال يعيشوا معايا في الهم اللي كنت شايفاه»، وبعد أشهر أصر على الإنجاب وبدأ يعنفها بالضرب، وبعدها أنجبت أبنائها الـ3 خلال الـ5 سنوات الأولى في الزواج، وسط فرحة وسعادة من قبل العائلتين بإنجابها 3 أولاد، كانت هي حزينة على عكس جميع الأمهات، لأنها كانت الوحيدة التي كانت تعلم حقيقته.
واستطردت «وسام» حديثها، وقالت إن الجميع كان يكذبها عندما تشتكي منه، لأنه كان يدعي أنه شخصًا مثاليًا أمام الجميع، ومع الوقت بدأت تنهار أركان الحياة أمام الجميع، وزادت المشاجرات والإهانات، وفي كل مرة يتحجج للجميع أنها لم تتحمل حالته المادية والظروف التي تطرأ عليه، ورفض على مدار سنوات الرد على أسئلة الجميع عن مهنته، لكنها كانت تستقبل كل هذه المعاناة بصدر رحب من أجل أبنائها.
«وسام»: الزوج تحول لشيطان بسبب إدمانه
وأكدت الزوجة خلال حديثها، أنه لم يكتف بتجارة المخدرات، بل أدمنها حتى جعلته مثل الشياطين، وبدأ يجبر أنه بدأ يجبر أبنائهم على ترويجها، وعندما رفضوا وحذرته من عدم الاقتراب من أبنائهما، أصبح تعديه عليهم بالضرب والشتم من المسلمات.
الابن يروي مأساتة والده
وتدخل أبنها الأكبر في الحديث، وقال «حماد. ع» لـ «الوطن»: «أبويا كان بيجبرني أنه أروح أدي صحابه حاجات، ولما كنت بسأله الأكياس فيها أيه؟ كان بيضربني في الشارع ويهينني قدام صحابي، وحذرني أكتر من مرة إن مجبش سيرة قدام أمي، وكذا مرة هددني أنه هيخليني أسيب المدرسة وأنا كنت لسه في ثانوي، ولما دخلت الجامعة أقعني إن اشتغل معاه وإن ده الطريق الوحيد عشان أبني نفسي وأن التعليم والوظيفة من هيفيدوني بحاجة».
دعوى خلع بمساعدة الابن الأكبر
وأنهى الابن حديثه بأنه بعدها أسرع ليشتكي من والده لوالدته، وحذرته من أتباع طريق والده، ولأنهم لم يجدوا أحد يساعدهم، اقترح عليها فكرة اللجوء لمحكمة الأسرة، لتخلع والده وترحم نفسها من العذاب، وقالت «وسام»: «هي دي النهاية مستحيل أكمل حياتي مع الراجل ده تاني، وأنا مش مستعدة أخسر حد من ولادي اللي طلعت بيهم من الدنيا، ومش عارفه أيه ممكن يحصل لو كملت معاه، أهم حاجة أبعد ولادي عنه»، فتوجهت لمحكمة الأسرة بزنانيري، وأقامت ضده دعوى خلع حملت رقم 4010.
