في الكثير من الأحيان يتعرض البشر إلى بعض الأفكار السلبية، وفي الأغلب تكون هذه الأفكار دافعا لارتكاب الأخطاء، والقيام بتصرفات من شأنها إغضاب الله عز وجل، وفي الكثير من الأحيان يتم تفسير هذه الأفكار على أنها «وسوسة شيطان»، ويسعى العديد من العباد إلى مقاومة هذه الأفكار التي تخطر على البال بشتى الطرق الممكنة.
الفرق بين وسوسة النفس والشيطان
ويتساءل البعض إن كانت هذه الأفكار فعلا من «وسوسة الشيطان» أم أنها نابعة من النفس ومن وساوسها، انطلاقا من مبدأ أن «النفس أمَّارة بالسوء»، فالكثير من المسلمين يخشى أن تكون هذه الأفكار نابعة من نفسه، وقد توجه سؤال لدار الإفتاء المصرية في هذا الصدد، أجابت عنه في فيديو، نشرته عبر قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب».
طريقة مقاومة الوسوسة
وأكدت دار الإفتاء في فتواها أن وسوسة الشيطان هي وسوسة خناسة، أي أنه يلقي وسوسته ويذهب، أما وسوسة النفس فتختلف عن ذلك، حيث إن النفس تلح على الإنسان للقيام بفعل معين أكثر من مرة، كما أشارت إلى قوله تعالى: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا» (سورة النساء – الآية رقم 76)، بالتالي إذا خطرت الفكرة على بال العبد لأكثر من مرة فهي النفس وليس الشيطان، أما إذا خطرت الفكرة لمرة واحدة فهو الشيطان.
وأوضحت دار الإفتاء أن المسلم عليه التقرب إلى الله بأقصى درجة، إضافة إلى الاجتهاد في الانصراف عن المعاصي، ومقاومة الأفكار الشريرة السلبية التي تخطر على باله، سواء كانت من نفسه أو من الشيطان، فالتقرب إلى الله يعد الوسيلة الوحيدة للنجاح في المقاومة وتعتبر حبل النجاة الوحيد للإنسان من شر أفكاره ووسوسة الشيطان وترك المعاصي، كما أشارت الدار إلى قوله تعالى: «الإنسان يجب أن يجاهد نفسه ويترك المعاصي لينتقل من النفس الإمارة بالسوء إلى النفس اللوامة».
