أدرجت منظمة الأغذية والزراعة الفاو موقعين باليابان ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية وهما مصايد الأسماك الداخلية ونظام زراعة الأرزّ التي ترتبط بها أكبر بحيرة في البلاد، والموقع الثاني منطقة تقليدية لزراعة الفاكهة يُعتقد أنها المكان الذي بدأت فيه زراعة الكروم في اليابان.
وتم إدراج المواقع ضمن نظم التراث الزراعي لتفردهم بأساليب استخدام الممارسات والمعارف التقليدية كذلك الحفاظ على أشكال التنوع البيولوجي وذلك خلال اجتماع أممي بالعاصمة الإيطالية روما.
نظام لمصايد الأسماك زراعيّ واجتماعي تقليدي
وتتركّز أنشطة بحيرة بيوا العذبة مع الأراضي المحيطة بها، حيث تقع تلك البحيرة التراثية في المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة كيوتو التي كانت تعد في الماضي عاصمة اليابان القديمة، وهي توجد في المياه التقليدية التي أنشئت بجانب زراعات الأرز وتوفر أرض آمنة لتربية الأسماك ووضع بيوضها بحرية.
ويكمن سر اختيار منظمة الفاو للبحيرة أنها تتيح أساليب للصيد بطرق تقليدي الأمر الذي يساعد على حمايتها بشكل مستدام ويوفر لها نظم اجتماعية ثابتة ومستقرة، لما لها من تاريخ عريق يفوق الألف عام يدمج الزراعة ومصائد الأسماك، حيث تأوي البحيرة 47 نوع من الأسماك الأصلية، كما شهدت البحيرة هجرة لأسماك الشبوط الياباني من قنوات المياه في المناطق المرتفعة لتضع بيوضها في حقول الأرزّ التي تم إنشاؤها في الأراضي الرطبة المنخفضة المحيطة بالبحيرة، وهو ما ساهم في صيد الأسماك خلال هجرتها في المناطق المحيطة.
منطقة تقليدية لزراعة الفاكهة
يزرع العنب في اليابان منذ 800 عام في منطقة كيوتو في مقاطعة ياماناشي ويتميّز بعدد كبير من الفاكهة الأخرى في المنطقة التي لها تاريخ عريق، بما في ذلك المشمش والخوخ والإجاص والكستناء والتفاح حيث طوّرت المنطقة نظام فريد من نوعه للزراعة اليدوية على مدى تاريخها العريق وتقع المنطقة في مروحة فيضية في شكل بديع اسفل السفوح الكبيرة، وتعلم على مدى قرون المزارعون كيفية زراعة أشجار الفاكهة التي تتكيّف بشكل أفضل مع المناخ وشكل الأرض والمناخ.
خلال تلك المرحلة أيضا تم تطوير تقنيات عدة لضمان إنتاج مستقرّ للفاكهة على قطع صغيرة من الأراضي وكنت الطريقة الأسر الصغيرة من كسب تدفقات مستدام من النقود ساهمت في جعل المنطقة نسق فريد وبديع وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة.