ما زال العلم يقدم جديدا كل يوم، ففي الوقت الذي أبهر تليسكوب جيمس ويب البشرية بشأن التقاط صور للفضاء الخارجي لأول مرة بمثل هذا الوضوح، اكتشف مجموعة من العلماء عن أقدم منبع للمياه الجوفية في منجم بجنوب أفريقيا، يقدر عمره بحوالي 1.2 مليار عام، بحسب ما نقله موقع قناة العربية الإخبارية.
ولم يكن عمر منبع المياه الجوفية هو الجديد أو المحير بالمسبة لمكتشفيه وإنما نوعية ومحتويات المياه التي وصفوها بالغريبة لأنها تحتوي على مواد وعناصر كانت بمثابة المفاجأة لهم.
واحدة من أقدم مصادر المياه الجوفية
ويعتقد الباحثون المشاركون في الدراسة أن هذه المياه الجوفية، تعد واحدة من أقدم المياه على سطح الكرة الأرضية، لافتين إلى أنها يمكن أن تقدم تفاعلات كيميائية مع الصخور المحيطة بها، وبالتالي تقدم رؤى جديدة حول ليس فقط إنتاج الطاقة وإنما العمل على تخزينها في قشرة الأرض.
وأطلق أوليفر وار، الباحث المشارك في قسم علوم الأرض بجامعة تورنتو في كندا، والمؤلف الرئيسي لدراسة جديدة حول هذا الأمر، لمجلة «Live Science»، على المياه الجوفية المكتشفة صندوق باندورا، وهو مصطلح موجود في الميثولوجيا الإغريقية، ويعني الطاقة المنتجة من الهيليوم والهيدروجين.
وبحسب الدراسة، فإن هذه المياه الجوفية من المتوقع أن تعمل يوماً ما كمصدر للطاقة، بسبب نسبة تركيزات المواد المشعة والعناصر الناتجة عن النشاط الإشعاعي التي تم اكتشافها في السوائل.
تفاعل المياه مع الصخور لإنتاج اليورانيوم
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، إنه في هذه الأماكن العميقة يتم الاحتفاظ بهذه المياه في شقوق الصخور، لافتاً إلى أنه مع مرور الوقت، يتفاعلون سوياً المياه والصخور، مما ينتج عنهما اليورانيوم، الذي يتحلل بعد ذلك عبر ملايين وحتى مليارات السنين، ويخلق غازات نبيلة.
وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة، أنه مع الوقت ومع تراكم هذه الغازات النبيلة في الماء، يمكن للباحثين القيام بقياس تركيزاتها ومدة وجودها داخل الصخر.
ويقع منجم الذهب واليورانيوم، والمعروف باسم «Moab Khotsong»، حيث تم اكتشاف أقدم مياه جوفية، ، يقع على بعد نحو 100 ميل جنوب غربي جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا، والذي يعد موطنا لواحد من أعمق ممرات المناجم حول العالم.