لم تكن حياة «عصام» ابن محافظة سوهاج سهلة، إذ اعتاد البحث عن لقمة العيش رافعًا شعار الكفاح والكد مؤمنًا بأن لكل مجتهد نصيب، ليقرر الشاب العمل في مجال تجارة الملابس الجاهزة ويسافر بين الحين والآخر من سوهاج إلى القاهرة لاستيراد البضاعة ويجني أموالا بسيطة تمثل مصدر الدخل له ولأسرته، وبينما كان يجلس داخل الأتوبيس الذي يقله إلى القاهرة لم يكن يدري أنه سيعود بالفعل إلى مسقط رأسه ولكن ليس بالبضاعة الجديدة بل جثة هامدة بعد أن لقى مصرعه في حادث تصادم مروع راح ضحيته نحو 23 شخصًا.
«عصام» سافر لشراء بضاعة وعاد جثة هامدة
الشاب الراحل يدعى عصام محمد عبد العال الشويخ، وكان يعيش في مركز المراغة بمحافظة سوهاج، ويعمل بتجارة الملابس الجاهزة إذ يسافر دائمًا بين محافظتي سوهاج والقاهرة للحصول على بضاعة لسعر مناسب ليستطيع الإنفاق على أسرته، وبسبب موسم عيد الأضحى المبارك، نفدت بضاعة الشاب سريعًا، ليحجز تذكرة ذهاب لمحافظة القاهرة على أتوبيس إحدى شركات نقل الركاب الخاصة، والمعروف إعلاميًا باسم «أتوبيس حادث المنيا».
تشييع جثمان الشاب الراحل في سوهاج
آخر ما فعله «عصام» أن ودع عائلته فجرًا ثم صعد إلى الأتوبيس، ليغادره جثة هامدة ويكون مصيره مشرحة مستشفى ملوى التخصصي، ومنها لمقابر عائلته بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، حيث اصطدم أتوبيس نقل جماعي بمقطورة كانت متوقفة لتغير الإطار، لتتشح قريته بالسواد حزنًا على رحليه، ويرثيه العديد من أصدقائه وأهل بلدته ويلقبوه بـ«شهيد لقمة العيش»: «كان طيب الخلق وحسن السمعة، معروف بالطيبة بين الجميع وبيحب الخير للكل، ومحدش مصدق إنه مات وسابنا»، بحسب حديث صديقه أحمد الضوى لـ«الوطن».