تناولت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي أحكام سجود التلاوة، كما أجابت في أكثر من فتوى على أسئلة منها هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟ وما حكم سجود التلاوة؟ وهو ما يستعرضه التقرير التالي.
هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟
وقبل الإجابة على سؤال هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟، أشارت دار الإفتاء، إلى أن السجود عقب تلاوة آية من آيات السجود سنةٌ مؤكدةٌ في الصلاة، وفي غيرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ -وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي- أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ» رواه مسلم، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ؛ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ” رواه البخاري.
شروط صحة سجود التلاوة
وبخصوص الإجابة على سؤال هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟ فقد أوضحت دار الإفتاء أن شروط صحة سجود التلاوة تشمل ما يلي:
1- الطهارة من الحدث والخبث في البدن والثوب والمكان؛ لكون سجود التلاوة صلاةً، أو جزءًا من الصلاة، أو في معنى الصلاة، فيشترط لصحته الطهارة التي تشترط لصحة الصلاة.
2- كما يشترط استقبال القبلة.
3- ويجب أيضا ستر العورة في سجود التلاوة.
4- ومن بين شروط صحة سجدة التلاوة أن تكون السجدة للتلاوة واحدة بين تكبيرتين.
5- وعلى المأموم متابعة إمامه في فعلها وتركها.
وأشارت دار الإفتاء في معرض إجابتها على سؤال هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟ أنه لا تصح سجدة التلاوة إلا إذا استوفت هذه الشروط.
دعاء سجود التلاوة
وبالإضافة إلى موضوع هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟ فقد بينت دار الإفتاء دعاء سجود التلاوة حيث أوضحت أنه يُسْتَحَبُّ للمسلم أن يقول في سجوده ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِ القُرْآنِ بِاللَّيْلِ: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» رواه الترمذي، وإن قال: اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وضع عني بها وزرًا، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام، فهو حسن.
ومع ذلك يجوز له أن يقول في سجود التلاوة ما يقوله في سجود الصلاة من التسبيح والدعاء، ولا حرج عليه في ذلك شرعًا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
هل هناك تسليم في سجود التلاوة؟
واستكمالا للإجابة على سؤال هل لسجود التلاوة تكبير وتسليم؟ وبعد توضيح موضوع التكبير، فبخصوص التسليم قالت دار الإفتاء إنه قد اتفق الفقهاء على أنه لا تسليم من سجود التلاوة إذا كان في الصلاة، واختلفوا في التسليم منه في غير الصلاة؛ فمذهب الجمهور؛ من الحنفية، والمشهور عند المالكية، والقول المقابل للأصح عند الشافعية، ومقابل المختار عند الحنابلة، وهو المفتى به: أنه لا تسليم من سجود التلاوة في غير الصلاة، كما لا يسلم منه في الصلاة، ولأن التسليم تحليل من التحريم للصلاة، ولا تحريمة لها عند الحنفية ومن وافقهم، فلا يعقل التحليل بالتسليم.
واختتمت الدار بقولها: وعلى ذلك فلا تسليم من سجود التلاوة في الصلاة باتفاق الفقهاء، أما خارجها فمحل خلاف بين الفقهاء: فمن سلَّم فلا حرج عليه، ومن ترك التسليم فلا حرج عليه أيضًا؛ إذ من المقرر شرعًا أنه «لا ينكر المختلف فيه»، والله سبحانه وتعالى أعلم.