وجدت جثة شاب عشريني بمياه بحر الإسكندرية، تتقاذفها الأمواج، تارة تطفو فوق سطح الماء وتارة تختفي بين الصخور وأسفل المياه، بملامح حزينة وقلب مكلوم تقف أسرة الشاب مناجية ربها أن يخرج جثمان نجلهم، حتى تستريح قلوبهم بمأوى فلذة كبدهم، إذ تظهر جثة الشاب على مرأى العين وتم انتشالها من أحضان البحر.
إجازة مدى الحياة
في إحدى مدن محافظة الجيزة، شاب يُدعى «يوسف» صاحب الـ18 عاما، ودع أسرته للذهاب في نزهة لعروس البحر المتوسط، وذلك على أمل اللقاء القريب، غافلا عن أنها مرته الأخيرة التي يرى أهله ويرونه، ذهب وعلى وجهه سعادة عارمة بقضاء إجازة صيفية قصيرة بالنسبة لهم، لكنها تحولت إلى إجازة مدى الحياة.
شاطئ النخيل أصبح مقبرة للغرقى
ترجل الشاب من إحدى وسائل المواصلات التي أوصلته الإسكندرية، متأملًا المكان من حوله مستنشقا للهواء، وبدأ الاستعداد لبداية رحلته، من شاطئ النخيل لم يكن يدرك أن الشاطئ الذي أحبه كثيرا سيكون مقبرته، خلال جلوسه على الشاطئ شاهد أحد الأشخاص على وشك الغرق.
الموت بين أحضان البحر
فور رؤيته للشاب الذي يصارع الأمواج أملا في النجاة، توجه مسرعا لانتشاله، لكن للقدر كلمة أخرى، فور نزوله الماء اصطحبته الأمواج قبل أن يتمكن من إنقاذ الشاب الآخر، ظل بعض من الوقت يصارع الأمواج، حتى هدأت تماما واستسلم لمصيره المحتوم، وهو الموت بين أحضان البحر.
تفاصيل الواقعة
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي فريق الإنقاذ البحري، استغاثة من بعض الأهالي بالتوجه للشاطئ للبحث عن جثمان الشاب الذي يدعى يوسف «م. ر» الذي يبلغ من العمر 18 سنة، والذي قدم من محافظة الجيزة، تعرض للغرق أمام شارع 61 منذ صباح أمس قبل أن يظهر جثمانه فجر اليوم، حيث تسلمته أسرته، وجري نقله إلى المشرحة لاستخراج تصريح الدفن، لم تكن هذه الواقعة الأولى لغرق الشباب بشاطئ النخيل، الذي أصبح مقبرة جماعية لهم، وأطلق عليه البعض اسم القاتل الصامت.