ووقعت حادثة وصفت بأنها “نكسة” للروس في شهر مايو الماضي، عندما حاولت القوات الروسية عبور نهر سيفرسكي دونيتس في دونباس لكنها فشلت في ذلك.
ومن أجل عبور النهر، شيّدت القوات الروسية جسرا عائما فوق النهر يوم 8 مايو الماضي، ضمن محاولتها تطويق القوات الأوكرانية في منطقة ليسيتشانسك.
ورصدت كييف تجمع عدد كبير من الآليات الروسية على الجانب الآخر من النهر، فضلا عن جلب الروس قواطع خاصة بتركيب الجسور العائمة، وكان طول الواحد منها 10 أمتار، علما أن عرض النهر هناك كان 80 مترا.
ويستغرق أمر تركيب جسر كهذا عدة ساعات، وحاول الروس تضليل الأوكرانيين عبر إشعال النيران في المنطقة وأطلقوا القنابل الغازية لحجب الرؤية، لكن الأوكرانيين استعانوا بالطائرات المسيرة.
وبعدما اكتشف الأوكرانيون أمر الجسر، أعدوا العدة لقصفه في الوقت الذي كانت بعض الآليات العسكرية الروسية فوق الجسر، واندلعت المعركة.
وأطلقت المدفعية الأوكرانية نيرانا كثيفة على الجسر، وانضمت إليها القوات الجوية، مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية، واستمرت المعركة حتى 10 مايو الماضي.
وتحدثت تقارير عن تدمير 30 مركبة عسكرية روسية وإعطاب نحو 40 أخرى، وغرق بعضها في النهر، فيما شكّل خسارة كبيرة للروس.
والجسور العائمة وسيلة لا غنى عنها في الحروب لتجاوز العوائق المائية، خاصة الأنهار والقنوات ذات سرعة الجريان المتغيرة، ولعل أنجح نموذج في هذا ما فعلت القوات المصرية في حرب أكتوبر عام 1973 عندما عبرت قناة السويس في فترة قياسية.
الاستفادة الأميركية
واعتبر موقع “ميليتري” الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية أن ما حدث للجيش الروسي في النهر ، انتهى باستحمام الجنود في مياهه.
ولفت إلى أن الجيش الأميركي يريد الاستفادة مما وصفه بخطأ روسيا في معركة النهر.
وذكر الموقع أن مهندسي الجيش يعملون حاليا جعل تقنية الجسور العائمة أكثر موثوقية وفعالية، بعد أن وضعوا تجربة الروس في دونباس بالحسبان.
ويعمل مركز المهندسين في الجيش الأميركي بالشراكة مع برنامج الدعم القتالي نحو زيادة سعة الجسور العائمة، وتبلغ قدرة الجسر العائم الحالي لدى الجيش الأميركي ومشاة البحري 105 آلية يستطيع حملها أو 85 مركبة مجنزرة.
وفي الحالات القصوى، يمكن لهذا الجسر المعتمد منذ عام 2003، يمكن زيادة الحمل إلى 110 مركبة آلية أو 90 مجنزرة.
حسابات عديدة
ومن خلال زيادة القدرة الاستيعابية لهذا الجسر، يمكن للقوات الأميركية نقل قوات كبيرة بين ضفتي نهر خلال فترة صغيرة، للتقليل من تأثير أي ضربات قد يتعرض لها كما حدث مع الجيش الروسي في دونباس.
ويستعين فريق الاختبار في الجيش الأميركي بنماذج كاملة وأخرى صغيرة لمحاكاة حمولة كل مركبة وظروف مياه النهر، وذلك للوصول إلى معرفة تقديرية لكم الآليات التي يمكنها عبور النهر.
وكان الجيش الأميركي، أكمل في سبتمبر 2021، المرحلة الأولى من اختبار جسر عائم، تضمن محاكاة كاملة لنقل مركبات عسكرية بأوزان مختلفة وسرعات متغيرة.
وبدأ المهندسون الأميركيون بآليات صغيرة ثم شيئا فشيئا أدخلوا آليات أثقل وزنا لقياس قدرة الجسر، على تحمل التغيرات في سرعة تيار النهر وقوته، الذي قد تؤثر عليه عمليات القصف.