وأعلن البيت الأبيض أن وزارة الدفاع الأميركية تستكشف طرقًا لتزويد أوكرانيا بالمقاتلات النفاثة، في أعقاب بيان لسلاح الجو الأميركي مفاده أنه يبحث تدريب الطيارين الأوكرانيين للدفاع عن مجالهم الجوي بطائرات متوافقة مع منظومة حلف الناتو.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي في وسط أوروبا بدؤوا بالفعل بالتحرك نحو تزويد أوكرانيا بالمقاتلات النفاثة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، رغم التحذيرات الروسية من مغبة إمداد كييف بأسلحة ثقيلة تؤدي إلى ما وصفه دبلوماسيون روس بـ”تبعات لا يمكن توقعها”.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن تزويد أوكرانيا بالطائرات الغربية قد يستغرق شهورًا، لكن كبار المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أشاروا بالفعل إلى أن الدول الأعضاء في الناتو مستعدة لنشر قواتها الجوية لمراقبة المجال الجوي للحلفاء الذين يمنحون أوكرانيا طائرات.
تطور نوعي
وحول أهمية المقاتلات النفاثة، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن الإعلان عن تزويد أوكرانيا بمقاتلات نفاثة يعد “بمثابة تطور نوعي يعزز ما حصلت عليه كييف من أسلحة مدفعية ثقيلة وسيساهم ولو جزئيا في تغيير المعادلة بالحرب”، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة ستزعج روسيا بشكل كبير.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن المقاتلات النفاثة الحديثة ستمكن أوكرانيا من توجيه ضربات خلف الخطوط الروسية وتوفير الغطاء الجوي لقواتها، لاسيما في السهول المفتوحة بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا، التي تسعى كييف لاستعادتهما.
وأشار إلى أن “أوكرانيا أيضا يمكن أن تستخدم الطائرات للدفاع عن البنى التحتية، وتوفير الغطاء الجوي للقوات البرية، وربما ضرب الصواريخ التي تم إطلاقها من روسيا”.
واعتبر أن “من الأفضل تزويد أوكرانيا بالمزيد من الطائرات ذات الطراز السوفييتي للطيارين الأوكرانيين، والتي يعرفون بالفعل كيف يحلقون بها، حيث إن الطائرات الأميركية والأوروبية ستحتاج لوقت كبير لتدريب الطيارين عليها ومن ثم ستتأخر الاستفادة منها”.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي: “في البداية، تم تزويد أوكرانيا بصواريخ محمولة باليد وكان ذلك يعتبر الخيار الآمن بشأن ما يجب تقديمه لكييف”.
وأضاف: “الآن نحن نتحدث عن الدبابات وناقلات الجند المدرعة والمقاتلات النفاثة. وقد قدمت جمهورية التشيك طائرات مروحية”.
كما ذكر مسؤولون ومحللون غربيون أن التغير في مواقف بعض دول حلف الناتو ينبع جزئياً من أداء أوكرانيا الدؤوب في ساحة المعركة والفهم الضمني بأن كييف من المرجح أن تصبح عضوا أو حليفا لحلف شمالي الأطلسي في المستقبل.
وقبل العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، كان عتاد الجيش الأوكراني يتألف إلى حد كبير من أسلحة ومعدات روسية، ولكن منذ ذلك الحين، قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحة غربية، مما ساهم بشكل مطرد برفع معايير التطور والفعالية القتالية للمعدات العسكرية وتلبية احتياجات القوات الأوكرانية في ساحة المعركة.
وقالت سلوفاكيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، هذا الشهر، إنها تدرس منح أوكرانيا 11 طائرة سوفييتية من طراز ميغ- 29، بينما اتفقت جمهورية التشيك وبولندا على مراقبة المجال الجوي لسلوفاكيا اعتبارًا من سبتمبر، واستخدام طائراتهما العسكرية للرد على أي اقتحام لأجوائها.
من جانب آخر، قال مسؤولون غربيون إن وجود طيارين أوكرانيين يشغلون طائرات أميركية مثل إف- 15 أو إف- 16، والتي تفكر الولايات المتحدة في توفيرها، سيمثل خطوة كبيرة من جانب أوكرانيا بعيدًا عن الأنظمة الروسية الصنع.
في الولايات المتحدة، تزايدت الدعوات في الكونغرس لتعزيز دعم الولايات المتحدة للدفاع الجوي الأوكراني، حيث دعا أعضاء كثر في مجلس الشيوخ من كلا الحزبين هذا الشهر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، إلى النظر بشأن تزويد كييف بطائرات مقاتلة متقدمة وتدريب طياريها.