والصفقة الجديدة من مدفع “بي زد إتش 2000” ذاتي الدفع، جاءت بعد أن سلمت برلين في يونيو الماضي لكييف نحو 7 مدافع من هذا الطراز لسد النقص في سلاح المدفعية الأوكرانية، وفقا لصحيفة “بيلد” الألمانية.
وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت، الثلاثاء، أن ألمانيا سلمت لأوكرانيا قاذفات صواريخ متعددة من طراز “مارس 2” المزودة بـ12 صاروخا تطلقها جميعا بكفاءة ودقة في 55 ثانية، على أهداف تبعد حتى 84 كيلومترا بسرعة تبلغ 50 كيلومترا في الساعة.
وأضافت: “تم توريد ثلاث قطع أخرى من مدافع هاوتزر 2000 لتنضم إلى 4 مدافع من نفس النوع بيد أوكرانيا منذ فترة طويلة”.
وقالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية إن قيمة الصفقة التي تتضمن 100 مدفع “هاوتزر-2000” تبلغ 1.7 مليارات يورو، لكن لم تذكر مواعيد التسليم المفترضة.
قدرات “هاوتزر”
“بي زد إتش 2000” تعدّ من أقوى أسلحة المدفعية في مخزونات الجيش الألماني، ويمكنها إصابة أهداف على بعد 40 كيلومترا، وهي من عيار 155 ملليتمرا.
كما أنها مركبة على جسد دبابة، وتعتبر من أنظمة المدفعية المتطورة والفعالة في أي مكان، وتتميز بدقة كبيرة وموثوقية عالية حيث تحقق معدلا عاليا من النيران بسبب نظام التحميل التلقائي الخاص بها.
ويملك الجيش الألماني 101 مدفع “هاوتزر-2000″، بينما دخلت الأخيرة الخدمة في 5 جيوش أوروبية أخرى؛ أبرزها هولندا وكرواتيا واليونان وإيطاليا.
ويمكن لطاقم مكون من 3 جنود على الأقل تشغيل مدفع “هاوتزر-2000” في المعارك المختلفة، وخضع السلاح لتجربة ميدانية في أفغانستان في عام 2010، عندما نجحت قوة ألمانية من استعادة قريتين من طالبان.
والمدفع PZH-2000 لديه استقلالية تامة في العمل لما لديه من أنظمة ملاحة وكمبيوتر وأنظمة إدارة معارك حديثة وقدرة عالية جدّا في الحركة والمرونة حيث يستطيع العمل بمفرده.
كما يتميز بمستوى عال من الحماية إذ إن البرج والبدن مصنوعان من الفولاذ وشاسيه دبابة ليوبارد-2، كما يستخدم شاسيه المركبة M270 والمدرعة بوكسر.
ووفق تقارير عسكرية، فإن مدى إطلاق النار لمدفع “هاوتزر-2000” كبير جدًّا حيث يصل إلى نحو 60 كيلومترًا، ويمكنه إطلاق النار بمعدل 12 – 13 قذيفة لكل دقيقة واحدة في نمط إطلاق النار المستمر، وتصل قدرته إلى 1000 حصان.
كما أن نظام التخزين والتلقيم الآلي للذخائر يكون عبر النظام الرقمي لإدارة الذخائر حيث لديه خاصية الإطلاق والانطلاق لتغير موقعه سريعا، ما يمكنه من القيام بجولات متعددة من إطلاق الذخائر.
كما أن خصائص مدفع PzH 2000 الذي دخل الخدمة عام 1998 ويصل وزنه إلى 55 طنّا، وعرض نحو 3.48 مترا، تجعله نظام المدفعية الأكثر فاعلية في العالم، وفقا لمجلة ” ناشيونال إنترست”.
رد روسي
من جانبها، اعتبرت تقارير روسية أن الصفقة الجديدة لأوكرانيا سيتم تسلميها خلال 10 سنوات.
وقالت وكالة “سبوتينك” الروسية، الأربعاء، إنه “من المعروف أن إنتاج مدافع “الهاوتزر” يستغرق عدة سنوات، لذلك فإن هذا النوع من الدعم قد يندرج تحت الدعم الطويل الأجل وليس الدعم العاجل”.
وأضافت:” لذلك فإن الهدف الرئيسي للصفقة هو تعزيز قدرات الجيش الأوكراني على المدى الطويل وليس خلال العملية العسكرية الروسية الحالية”.
من جانبه، أعلن رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول الأمن العسكري، قنسطنطين غافريلوف، الأربعاء، أن زيادة توريد الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا قد يجبر روسيا على اتخاذ رد صارم يتناسب ومدى قاذفات الصواريخ التي تستخدمها كييف.
وأشار إلى أن الخصائص التكتيكية والتقنية للأسلحة والمعدات الغربية المستخدمة في أوكرانيا تشكل تهديدا للمواطنين الروس، وفي ظل هذه الظروف سندفع النازيين الجدد بعيدا عن حدودنا بما يتناسب مع مدى أنظمة الصواريخ التي تستخدمها كييف.
أما وزارة الخارجية الروسية فقالت إن دول “الناتو”، إذ تقوم بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، فإنها “تلعب بالنار”.
بدوره، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن قيام الغرب بضخ الأسلحة إلى أوكرانيا لا يسهم في تحقيق نجاح في المفاوضات الروسية الأوكرانية وسيكون له تأثير سلبي.
من جانبه، قال الخبير العسكري اللواء أحمد إسماعيل، إنه “بالرغم أن هذا المدفع يعد من الأقوى في العالم نظرا لقدرته على الحركة السريعة ومدى نيرانه البعيدة وأنظمته المتطورة التي تحقق معدلا عاليا من النيران فإن روسيا لديها سلاح مدفعية ضمن الأقوى في العالم أيضا، وعلى سبيل المثال تمتلك المدفع “مستا-إس” الذي أظهر قدرات فائقة خلال الحرب في أوكرانيا، حيث تصفه تقارير أجنبية بأنه أصبح كابوسا للجيش الأوكراني”.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الغرب يريد تحويل الحرب في أوكرانيا إلى مستنقع، وهو سعى منذ بدايتها إلى توريد عشرات الأنواع من الأسلحة لأوكرانيا بهدف محاصرة روسيا وإطالة أمدها، فبريطانيا مثلا تعتزم توريد عشرات من مدافع الميدان وأكثر من 1600 قطعة من الأسلحة المضادة للدبابات إلى أوكرانيا، كما تعهدت واشنطن الأسبوع الماضي، بتزويد أوكرانيا بأكثر من 20 منظومة صاروخية من طراز “هيمارس”؛ وتم نقل 12 منها بالفعل”.