وسط الضجيج الذي يصدر من الحضور داخل القاعة، خرج الحاجب ينادي على رقم الدعوى لينوه بخروج القاضي، ليتحول الصخب لهدوء تام، وبعد سؤالها عن سبب مجيئها للمحكمة، وقفت الزوجة المكلومة غير متزنة بسبب التعب والإرهاق التي مرت بهما الفترة الأخيرة، لتحكي قصتها التي أرقت حياتها واستنزفت أجمل سنوات عمرها.
وبصوت اختلط بالبكاء، قالت «ليلى.م»: «مكنتش أتخيل إن هيجي اليوم اللي هقف فيه قدام أبو أبني في المحاكم، رغم المرار الي عشته معاه”، بعد أن أقامت ضده دعوى طلاق، حيث أنها حاولت أن تتمالك أعصابها، بعد تكذيبه لها أمام المحكمة.
زيجة مدتها 9 سنوات
9 سنوات من القهر عاشتها «ليلى» في منزل عائلة زوجها، بعد أن أجبرتها والدتها على الزواج منه بعد وفاة والدها، إذ وجدت أنَّه شاب مستقر ماديًا ولدية وظيفة وشقة، ومعجب بها، وبعد اللقاء الأول اكتشفت أن عائلته يتحكمون بكل شيء، لكنهم لم يستمعوا لرأيها، وتمموا الخطبة وبعد أشهر وجدت نفسها تحت سقف واحد معه، ومنذ أن أغلق عليهما باب المنزل وهو يتفنن في إهانتها، وفقًا لحديثها مع «الوطن».
«ليلى» تحملت الإهانة والضرب من أهله
«لما كنت بشتكي محدش كان بيساعدني حتى أهلي، وبعد ما حملت بقى كلوا يقولي هتخربي على نفسك، حافظي على بيتك وابنك، وكنت بتحمل الضرب والإهانة منه ومن أهله علشان مطلقش وأرجع تاني أعيش مع أهلي»، وبعد ولادة طفلها اعتقدت أنَّهم سيعاملونها بطريقة أفضل من أجل الطفل، لكنهم بدأوا ف تهديدها بالطلاق وحرمانها من طفلها، وعاشت على هذا الحال لمدة 9 سنوات، حسب رواية «ليلى».
«ليلى»: هددني بسكين.. رجعت من الشغل لقيت الشقة فاضيه
وفي الشجار الأخير ضربها وهددها بسكين، بعد أن رفضت إعطائه مصوغاتها الذهبية لزواج شقيقه الأصغر، وحضر أشقائها لإنقاذها من بين يديه، وبعد أن نصحتها عائلتها للعودة له من أجل طفلها، عادت بعد زفاف شقيقه بأشهر، ووجدت الشقة خاوية من أي شيء، وبعد أن انهارت أجبرها على العيش معه على هذا الحال حتى يشتري لها عفش جديد، لكنها عادت لمنزل عائلتها.
وبعد محاولات عدة من مكتب التسوية لإيجاد حل يرضي الطرفين، رفضت الزوجة العودة حسب حديث الزوج «أحمد.ع» لـ«الوطن»، قائلًا: «إنها أدعت أنه سرق منقولات منزلهما وباعها في غيابها ليزوج شقيقه»، إذ قال للقاضي وقت الجلسة: إنَّها سرقت المنقولات بعد شجار كبير دار بينهما وبعد تدخل أشقائها أخذوها معهم، «رجعت من الشغل لقيت الشقة على البلاط، والجيران شاهدين».
وأنهت «ليلى» حديثها مع «الوطن» قائلة إنها لجأت لـ محكمة الأسرة بزنانيري، وأقامت ضد زوجها دعوى طلاق للضرر حملت رقم 3732، لكن زوجها كذبها أمام القاضي، وادعى أنَّها سرقت «عفش الشقة» في غيابه، بل «سلط الجيران يشهدوا زورًا معه» حسب حديثها.
