في العام الدراسي 2019 – 2020، بدأ دخول مجال الذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية مع إنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، لمواكبة متطلبات العصر الحديث واحتياجات سوق العمل في عصر تغلبه التكنولوجيا.
متطلبات سوق العمل
اختلفت متطلبات سوق العمل في السنوات القليلة الماضية، في ظل اتساع نطاق استخدام التكنولوجيا والاتجاه نحو الحوكمة، ولم يعد النجاح والتفوق مقتصرًا على التخرج من كليات القمة كالطب والهندسة والصيدلة، بل أصبح من يمتلك مهارات تكنولوجية ولغوية هو الأوفر حظًا للعمل.
خبراء التعليم أصدروا توصيات عدة في الآونة الأخيرة، أكدوا خلالها أن فكر «كليات القمة» لم يعد موجودًا الآن، وإنما يتعلق باختيار كلية يمكن للطالب أن يجتهد فيها ويصبح من المتفوقين ومن ثم تُخلق له العديد من فرص العمل.
تغيير ثقافة المجتمع
الدكتور طلعت عبد الحميد، استشاري تربوي وأستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس، بدأ حديثه لـ«الوطن» بالإشارة إلى أهمية تغيير الفكر والثقافة التي تقتصر النجاح والتفوق على الالتحاق بكليات الطب والهندسة والصيدلة، حيث تتغير متطلبات سوق العمل من فترة لأخرى حسب العصر الذي نعيشه، بحسب تعبيره.
الكليات الجديدة التي أدرجتها الحكومة المصرية ضمن الجامعات المختلفة، منها كليات الذكاء الاصطناعي والأقسام الجديدة بكليات العلوم، تتمثل أهميتها في تأهيل الطلاب للوظائف الجديدة التي ظهرت مع التطور التكنولوجي الذي نعيشه ولم تكن موجودة من قبل، وبحسب تعبير الدكتور طلعت، «في وظايف كتير ظهرت في السوق مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة ولازم الطلاب يدركوا أهمية دراسة كليات بتأهلهم للشغل ده».
مدللا على ذلك بالوضع في فترة الستينات حين كان الإقبال على الثانوية الصناعية أكثر حيث كانت تؤهل الشباب للعمل في المصانع المختلفة.
وتابع الخبير التربوي في حديثه عن الكليات الجديدة، بقوله: «الزمن بيحكم ولازم الناس متقفش عند الهندسة والطب في فرص تاني كتير كويسة» مشددًا على دور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على أهمية تلك الكليات في المستقبل وعن فرص العمل التي تتيحها للخريجين لجذب الشباب إلى تلك الكليات.
أقسام كليات الذكاء الاصطناعي
تضم كليات الذكاء الاصطناعي 4 أقسام أساسية، وهم «قسم برمجة الآلة واسترجاع المعلومات، وقسم الروبوتات والآلات الذكية، وقسم تكنولوجيا أنظمة الشبكات المدمجة، قسم علوم البيانات».
كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ هي أول كلية في مصر والشرق الأوسط، وترتكز الدراسة بها على علوم الذكاء الاصطناعي والتخصص بها بالإضافة إلى المقررات التكنولوجية والعلمية من الكليات المختلفة مثل كليات الحاسبات والمعلومات، والهندسة، حسبما أفاد الموقع الرسمي للجامعة.
تهدف كليات الذكاء الاصطناعي إلى إعداد وتأهيل الكوادر البشرية في قطاعات الدولة المختلفة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلى جانب دورها في نشر الوعي وتعميقه في المجتمع بهدف استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قطاعات ومؤسسات الدولة المختلفة، ورفع كفاءة استخدامها، وتتيح للخريجين العمل في مجال البرمجة، وتحليل النظم وتصميمها، والإشراف على صيانة أعمال الكمبيوتر والروبوتات، إلى جانب العمل في مجال هندسة الكمبيوتر.
كليات الذكاء الاصطناعي في مصر
تتنوع كليات الذكاء الاصطناعي في مصر، منها كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، وكلية الذكاء الاصطناعي بجامعتي القاهرة وعين شمس، جامعة حلوان، جامعة الفيوم، جامعة جنوب الوادي، جامعة بنها وجامعة الزقازيق.
