قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنّ الكنيسة المصرية تأسست من خلال 3 عوامل مهمة لم تتوفر في أي كنيسة على مستوى العالم، موضحًا: «في العهد القديم، قبل السيد المسيح بـ700 سنة مبارك شعبي مصر، وذلك في سِفر أشعياء، ثم زيارة العائلة المقدسة في بداية القرن الأول الميلادي وهذا الأمر انفراد لمصر، والأمر الثالث أنّ كرازة القديس مار مرقص واستشهاده على أرض مدينة الإسكندرية، لذلك فإنه يلقب ببابا الإسكندرية رغم أنه يمكث في الإسكندرية».
وتطرق قداسة البابا، خلال حواره مع الإعلامي يوسف الحسيني مقدم برنامج التاسعة على القناة الأولى، إلى الحديث عن شخصيته، قائلًا: «أنا شخص عادي نشأت على أرض مصر وُلدت في المنصورة والتحقت بالمدرسة في سوهاج، وأسرتي انتقلت إلى دمنهور وانضممت إلى الجامعة في الإسكندرية بكلية الصيدلة، وعملت في وزارة البحيرة، ثم عملت دراسات عليا، وبعدها درست زمالة هيئة الصحة العالمية في إنجلترا، وقبلها درست في كلية اللاهوت وخدمت كصيدلي عادي، وبعد ظروف أسرية معينة التحقت بالدير في عام 1986م بعدها رُسمت كراهب، وبعد ذلك بـ7 سنوات تم ترسيمي أسقف مساعد لمطران البحيرة للأنبا باخوميوس».
خدم 15 سنة في مناطق صحراوية
وتابع بابا الإسكندرية: «خدمت 15 سنة في مناطق صحراوية غرب الإسكندرية، ثم شاء ربنا أن أكون في هذه المسؤولية، وقراري في الرهبنة ليس فجائيا، لكنه دعوة أشعر بها في قلبي، وبدأت معي وأنا في الصف الثاني الثانوي، كان لديّ غرضين والله حققهما لي، الأول الانضمام إلى الدير ولكن قبل ذلك كلية الصيدلة».
واستطرد البابا تواضرس الثاني: «فكرة إن الدواء يسكن الألم عند الإنسان أمر مهم جدا عندي، بيريح الإنسان، وبالنسبة للرهبنة فهي أشواق تربى في قلب الإنسان، وهناك عوامل بيئية، مثل الإعجاب بأب راهب بطريقته وأسلوبه وأقرأ القراءات الرهبانية، وهو ما سمح بتقوية الاشتياق لقضاء وقتي في الدير، حيث قضيت 4 سنوات في الدير ثم 7 سنوات كراهب كاهن».
3 أهرامات في التاريخ المسيحي
وأكد، أن هناك 3 أهرامات في التاريخ المسيحي، الأول كنيسة الإسكندرية قائدة التعليم اللاهوتي في العالم، ويوجد في التاريخ ما يسمى بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أسسها القديس مار مرقص، والهرم الثاني وهو الاستشهاد، إذ أن كنيسة الاسكندرية قدمت أعدادا كبيرة من الشهداء من كل الأنواع لذلك تسمى كنيسة الاستشهاد، ثم الهرم الثالث وهو الرهبنة، حيث نشأت على أرض مصر وامتدت منها إلى العالم كله، والعالم كله يدين بالرهبنة للقديس أنطونيوس الكبير، وهو فلاح من قمن العروس في بني سويف، وكان من أسرة ميسورة الحال.
