ترتبط محافظة الإسكندرية بصيد الأسماك في أذهان الجميع، الأمر الذي يتجلى عبر حلقة السمك الشهيرة بمنطقة الأنفوشي غربا، وهو المبنى الذي يقارب عمره الـ200 عام، الذي يدخل حاليا مرحلة التجديد من قبل محافظة الإسكندرية، الأمر الذي شجع خريجة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية لتوثيق تلك الحلقة عبر 8 لوحات فنية تحت عنوان «طاولات السمك».
الحبشي: ارتبطت وجدانيا بحلقة السمك
مي الحبشي، 24 سنة، خريجة فنون جميلة جامعة الإسكندرية قسم تصوير شعبة عامة، ارتبطت وجدانيا بحلقة السمك التي اعتادت زيارتها وهي صغيرة، الأمر الذي شجعها لتخصيص مشروع تخرجها الفني عنها، مجسدة عدد من جوانبها في لوحات فنية.
لوحات الطاولات بدون سمك
«اللي جذبني في حلقة السمك هو تداخل عناصر الصناديق المحملة بالأسماك ولكن تناولي لها تم عند غياب الأسماك، فالصناديق جزء جديد محدش ركز عليه قبل كدا»، هكذا بدأت «مي» حديثها عن لوحاتها.
وفسرت «الحبشي» لـ«الوطن»، سر رسم الصناديق في غياب الأسماك لأسباب فنية، نظرا لكونها وهي فارغة تتداخل أشكالها وأحجامها فتعطي علاقات تشكيلية جديدة، وعند تقاطع الإضاءة عليها يحدث أشكال للظلال تؤدي إلى تشكيل عناصر متكاملة لعمل فني.
تأثير البحر والسمك على الصناديق
وأوضحت أنها لاحظت تأثير البحر والسمك ورائحة اليود وعوامل الزمن على تلك الصناديق، حين ركزت عليها فارغة لاحظت مدى روعة مشاهد الصناديق والتقائها بالبحر والسماء وتكوينها بشكل «عشوائي منظم».
وأشارت إلى أن سر اختيارها حلقة السمك لمشروع تخرجها، كونها من الأماكن المفضلة بالنسبة لها: «من صغري كانت بحري من الفسح العزيزة على قلبي»، إلا أن سبب آخر شجعها على ذلك «عرفت من مدة أنه هيتم تجديدها فحاولت أصور الأجزاء اللي كانت لسه محتفظة بشكلها القديم».
4 شهور لرسم اللوحات
وأكدت أن تلك اللوحات استغرقت منها قرابة 4 أشهر حيث إن كل لوحتين استغرقا شهر من الزمن، مشيرة إلى أنها قدمت 6 لوحات بمساحة 100 في 120 سم، بالإضافة إلى لوحتين بحجم 140 في 160 سم، وأن الحلقة وصناديق السمك بها سيظلان جزء من حضارة وثقافة الإسكندرية التي لا يلاحظها الجميع في وقتنا الحالي، لذا تأمل أن يعرض مشروعها عقب التطوير بها أو في أي مكان آخر يساعد على الترويج لذلك المكان المميز.
