ووفق خبراء عسكريين، تنضم المقاتلات الأميركية إلى ما إجمالي نحو 120 طائرة عسكرية أخرى تعمل ضمن مهمة “الدرع الجوي”، تحت قيادة الناتو لتأمين الأجواء الأوروبية ودول الجوار الأوكراني.
وقالت صحيفة “ستارز آند سترايبس” التابعة لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، إن “الطائرات الست سيتم نقلها إلى القاعدة التكيتيكية الأميركية رقم 32 بالقرب من مدينة لاسك البولندية، حيث ستنضم إلى (مهمة ردع روسيا) في الجناح الشرقي للناتو”.
وقالت القوات الأميركية في أوروبا، إن” الطائرات الست ضمن سرب المقاتلات 90، ستوفر درعا شبه سلس من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، مما يضمن قدرة حلفاء الناتو على حماية أراضي الحلف وسكانه وقواته بشكل أفضل، من التهديدات الجوية والصاروخية“.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن الجنرال الألماني كريستوف بلييت، نائب رئيس العمليات في مقر القيادة الجوية لحلف الناتو، قوله إن “هدف مهمة الناتو هو الردع والوقاية من أي عدوان روسي محتمل“.
وخلال الحرب الأوكرانية، استهدفت موسكو الأصول الأوكرانية على الحدود البولندية، بما في ذلك إطلاق أكثر من 30 صاروخا على مركز حفظ السلام والأمن الدولي في يافوريف، على بعد 25 كيلومترا فقط من بولندا. كما هاجمت روسيا مطارا في لوتسك، قرب بولندا، وفقا لموقع” الدفاع العربي” العسكري.
وخشية أي هجوم روسي محتمل، أنفقت بولندا هذا الأسبوع مليارات الدولارات لشراء 48 مقاتلة هجومية خفيفة من طراز FA-50 و980 دبابة قتال K2، و648 مدفع هاوتزر من طراز K9.
ويقول نائب رئيس الوزراء البولندي، ماريوس بواتشاك، تعليقا على الصفقة: “لقد تعلمنا دروسا مما يحدث في أوكرانيا. تعلمنا دروسا عن كيفية الهجوم وكيف هاجمت روسيا“.
كما أرسلت الولايات المتحدة بطاريتي صواريخ أرض-جو من طراز “باتريوت” إلى بولندا في مارس الماضي لفرض منطقة حظر طيران، إلى جانب طائرات الرافال الفرنسية الموجودة أيضا في الأراضي البولندية.
وفي شهر يوليو، تم نشر طائرات إف-35 تابعة للحرس الوطني في فيرمونت للطيران في قاعدة أماري الجوية في إستونيا، لدعم مهمة الدرع الجوي.
وسبق ذلك نقل سلاح الجو الأميركي طائرات F-15 و F-16 وغيرها من طائرات 35 F، والعديد من الطائرات إلى أوروبا الشرقية، والمشاركة في عمليات الشرطة الجوية لمنطقة البلطيق وتعزيز مهامها.
وكانت واشنطن قد نشرت قرابة 3 آلاف جندي أميركي في شرق أوروبا بعد اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
قدرات فائقة
وطائرة “إف-22 رابتور”، هي مقاتلة شبح أميركية تنتمي للجيل الخامس من الطائرات الحربية، تستخدم أحدث إلكترونيات الطيران، ومحركات تستطيع تأمين تفوقها الجوي على أية مقاتلة أخرى.
وتعتبر “إف-22” التي دخلت الخدمة لأول مرة عام 2005، مكونا أساسيا في “قوات القصف الشامل” بسلاح الجو الأميركي، والتي أسست لضمان التفوق والهيمنة الجوية الأميركية، ومواجهة التهديدات التي تعوق وصول بقية مكونات الجيش الأميركي إلى أهدافها.
ووفق تقارير عسكرية، تحتوي “الرابتور” على أجهزة استشعار متطورة تسمح للطيار بتحديد وتعقب الأهداف الجوية، ودمجت هذه الأجهزة في قمرة قيادة ذات تصميم متميز تسمح للطيار بأن يكون على اطلاع كامل بما يدور حوله.
كما تتسلح المقاتلة بستة صواريخ من طراز “AIM-120 AMRAAMS”، وصاروخين من طراز “AIM-9 Sidewinders”، حيث أن الصاروخ الأول من فئة جو- جو، يزن نحو 152 كيلوغراما، ويستطيع إصابة أهداف على بعد 48 كيلومترا.
أما صاروخها الثاني هو من فئة جو-جو قصير المدى، ومزود بمتتبع حراري ويستخدم لضرب الأهداف على المدى القريب من المقاتلة.
كما تستطيع “إف-22” حمل قنابل غير موجهة تسمى بـ “ذخائر الهجوم المباشر المشترك GB-32″، كما أن محرك الطائرة من أكثر المحركات من حيث قوة الدفع، إذ يمكن للمقاتلة الوصول لسرعة الصوت دون استخدام وحدة “الحارق اللاحق.”
وعن مدى تأثير طائرة “إف 22” الأميركية على وتيرة العمليات في أوكرانيا، يقول الباحث في علوم الطيران، مينا عادل، إن “المقاتلات الأميركية ستكون ضمن السرب 90، وتعمل تحت بند ما يعرف بـ” ACE” وهي مفارز عسكرية قتالية خفيفة ومرنة وسريعة ويسهل نقلها وتموضعها في أي مسرح عمليات، لتقوم علي الفور بالاندماج في القتال“.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بوصولها للأجواء البولندية، يكون قد اكتمل تواجد مقاتلات الجيل الخامس بدمجها مع المقاتلات الأميركية f-35 التابعة للسرب 34، حيث توجد أسلحة جو أوروبية بإجمالي 120 مقاتلة تعمل ضمن (الدرع الجوي)، تحت قيادة الناتو، للدفاع ضد الأهداف الجوية والأرضية خارج الأراضي الأوكرانية وليس داخلها، لتأمين أجواء الدول الأوروبية المجاورة لأوكرانيا والمطلة على البحرين الأسود والبلطيق“.
وأردف: “مهمة تلك الطائرات هي الاستطلاع التكتيكي المتقدم، لكن لن تنخرط بأي حال في الحرب الأوكرانية إلا في حالة واحدة، وهي المواجهة خارج الأجواء الأوكرانية، أو تقديم الدعم الإلكتروني للقوات الأوكرانية“.