بات مصير “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ومختلف التيارات والهيئات المعارضة للنظام السوري التي تتخذ من الأراضي التركية مقرّاً لها، على المحك مع رغبة تركيا في تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد بعد قطيعةٍ امتدت لنحو عشر سنوات.
فهل أصبح تعليق عمل “الائتلاف” وتلك الهيئات التي تدعمها أنقرة وشيكاً في ظل تواصل المفاوضات الجدية بين الجانبين التركي والسوري؟
تخفيف أنشطة المعارضة
حتى الآن لا يبدو أن الحكومة التركية ستتخلى “بشكل كلي” عن “الائتلاف” وبقية الهيئات السورية المعارضة الموجودة على أراضيها ومن بينها “الحكومة السورية المؤقتة”، بحسب معلوماتٍ حصلت عليها “العربية.نت”.
لكنها تسعى “تدريجياً” إلى تخفيف أنشطة المعارضة السورية السياسية والإعلامية ومواردهم المالية التي تأتيهم من الخارج.
فقد كشف المحلل السياسي والأكاديمي السوري، غسان إبراهيم، أن “مسؤول الاتصالات في وزارة الخارجية التركية أخبر مسؤولين في الائتلاف عن عدم وجود رابطٍ بين تطبيع أنقرة المحتمل مع الأسد وبين الحلّ السياسي للأزمة السورية”.
عودة وشيكة للعلاقات
ولفت في حديث لـ”العربية.نت” إلى أن “الخارجية التركية أخبرت الائتلاف أيضاً بأن عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق ستكون قريبة، لكنها لن تكون على كافة المستويات”، موضحاً أن “تركيا تحاول الفصل بين التطبيع مع دمشق والحلّ السياسي للأزمة السورية برعايةٍ أممية”.
يشار إلى أنه رغم أن تركيا تحاول في الوقت الحالي عدم التخلي كلياً عن “الائتلاف” وجهاتٍ سورية أخرى معارضة للأسد، لكن هذه التيارات تواجه ضغوطاً تركيّة بسبب الإجراءات التي تفرض عليها للحدّ من أنشطتها، في محاولة لإرضاء النظام السوري وإنجاح جهود التطبيع.
الإئتلاف السوري
فوفق “المرصد السوري”، قامت الحكومة التركية بالفعل بتخفيض رواتب أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف إلى مبلغ 2500 دولارٍ أميركي رغم أنها مجرّد وسيط لإيصال تلك الأموال إليه.
فيما رفض “الائتلاف” السوري الرد على طلب “العربية.نت”، التعليق على مسألة تخفيض رواتب أعضائه.
لكن بحسب معلوماتٍ حصلت عليها “العربية.نت” من عدّة مصادرٍ قريبة من “الائتلاف”، فإن مسألة التخفيض لم تحصل.
تأشيرات أوروبية
غير أن المصادر عينها أوضحت أن “أعضاء من الائتلاف يحاولون في الوقت الراهن الحصول على تأشيرات أوروبية للخروج من تركيا خشية تسليمهم إلى النظام إذا ما نجحت مساعي التطبيع”.
يذكر أنه لم يُعرف حتى الآن، المرحلة التي بلغتها المفاوضات التركية مع نظام الأسد رغم لقاءٍ جمع الأسبوع الماضي، رئيس جهاز استخبارات كلا البلدين ولم يصدر عنهما أي معلومات دقيقة حول الاتفاق الذي سيحصل بينهما.
وتتزامن تلك المباحثات مع وجود قرارٍ من حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم والذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب أردوغان، بمنع مسؤوليه من التطرّق إلى ملف التطبيع مع دمشق على وسائل الإعلام في الوقت الحالي.