ولأن قرارات وسياسات رؤية ٢٠٣٠ مرتبطة ارتباطاً وثيقاً جداً بقدرة وحسن أداء الجهات المعنية بتنفيذها، وعليه يكون من المنطقي وجود تفاوت في الأداء بين بعض الوزارات حينما تتم مقارنتها ببعض.
هناك وزارات تعمل في صمت تام وتدع الإنجازات تتحدث بالتدريج عن نفسها، وهناك وزارات سياساتها التواصل المستمر مع الجمهور حتى ولو كان ذلك على حساب إنجاز المتوقع والمأمول منها. وهناك وزراء أفضل وأكثر نشاطاً من الوزارة التي يديرونها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر نرى إنجازات مهمة ونجاحات ملموسة تتحقق من قبل وزارة الثقافة ووزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة العدل ووزارة الإسكان ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية بأقل قدر من الضجيج وبفعالية وتأثير لا يمكن إنكاره ولا التقليل منه.
وهناك العديد من الأمثلة الصغيرة قبل الكبيرة التي من الممكن ذكرها لتأكيد ما سبق.
وحين يحصل أي تفاوت في الأداء يكون هذا التفاوت أشبه بالعزف النشاز لأوركسترا سيمفونية محسوب فيها على كل عازف منها أي حركة يقوم بها. وطبعاً سيكون وقتها سهلاً جداً معرفة من الذي شذ وخرج عن الإيقاع والأداء.
وعليه يستبشر السعوديون اليوم بوجود المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة المعني بتقييم أداء القطاعات العامة وتفصيل أسباب نجاحاتها أو تحدياتها وقصورها.
لأن هذا الجهاز سيكون طرفاً ثالثاً موضوعياً ومستقلاً يقوم بأداء دوره بعيداً عن المجاملات. إنه باختصار كشف عام وجرد كلي للأداء. وهي مسألة حيوية جداً وفي غاية الأهمية تضاف إلى منظومة الحوكمة المطلوبة والمنشودة والتي سيكون لها أثر بالغ الأهمية في تحسين أداء مختلف القطاعات العامة.
الأداء الجيد والفعال والمؤثر لكافة الأجهزة العامة هو أحد أهم ركائز نجاح رؤية ٢٠٣٠ والتفاوت في الأداء ينتقل من مرحلة النشاز في الأداء إلى التعطيل في سلاسة دوران تروس الساعة بشكل سلس وانسيابي مما سيسبب تعطيلاً وتأخيراً لا يحتمل.
قياس الأداء سيكون دعامة ترفع من كفاءة الأداء وهذا بحد ذاته هدف عظيم.