كشف لـ«عكاظ» أستاذ واستشاري طب الأطفال وغدد الصماء والسكري البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن هناك 9 أمراض تنشأ من الأمعاء، وتنتج عندما تتحول الميكروبات النافعة إلى ضارة في الجهاز الهضمي.
وأفاد بأن هذه الأمراض هي: السمنة وداء السكري، بعض أنواع السرطانات، الاكتئاب النفسي، التوحد، أمراض الحساسية، حساسية الأمعاء من الجلوتين، أمراض التهاب الجهاز الهضمي المزمن، أمراض القلب المزمنة وسرطانات الكبد والقولون، الأمراض المناعية الذاتية مثل السكري النمط الأول والروماتيزم والذئبة الحمراء وغيرها من الأمراض المناعية الذاتية.
وتابع أن انتشار السمنة ازداد لدى الأطفال والبالغين في جميع أنحاء العالم، وتبين في السنوات الماضية العوامل العديدة المسببة لهذا المرض والفسيولوجية المرضية للسمنة، ومع ذلك فإن هناك العديد من العوامل لم تتضح بعد، فالنظام الغذائي الصحي المعتمد على كثرة الألياف يزيد من نشاط تكوين الميكروبات الحية النافعة وبالمقابل الغذاء غير الصحي الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية والدهون يقلل من الميكروبات النافعة في الجهاز الهضمي، وأظهرت نماذج الفئران للبدانة تحولات النسب الشاملة للميكروبات النافعة حيث إن الفئران البدينين تكون لديهم قلة في الميكروبات النافعة وزيادة الضارة، عندما تتغير الميكروبات النافعة إلى الضارة يزيد إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة واستقلاب البروتينات الدهنية في الأمعاء مما ينتج عنها قمع تعبيرات جينية معينة والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى الالتهابات المرتبطة بالمجهرات الميكروبية المعوية.
وأشار إلى أن الميكروبات النافعة في الجسم تحمي الإنسان من أمراض الجهاز الهضمي ومن الكثير من الأمراض المزمنة، وتحفظ الجهاز المناعي من التغيرات الناشئة عن بعض العوامل البيئية والتي قد يترتب عنها أمراض المناعة الذاتية، وتساعد في إفراز هرمونات الجهاز الهضمي البيبتيدية والتي لها دور مهم في جسم الإنسان، كما تساعد على تصنيع فيتامين (ك) وحمض الفوليك وفيتامين (ب12)، بجانب المساهمة في إنتاج الدهون القصيرة التي قد تساعد على الحماية من بعض الأمراض.
وخلص البروفيسور الأغا إلى القول إن الوقاية خير من العلاج، وتشمل مايلي:
• الأم قبل حملها لا بد أن تعتني بوزنها وبالنظام الغذائي قبل وخلال فترة الحمل فهو يلعب دور مهم كما أثبتت الدراسات في المحافظة على الميكروبات النافعة لجنينها.
• الولادة الطبيعية وليست القيصرية (إلا إذا استدعى الأمر طبياً).
• الرضاعة الطبيعية وخصوصاً خلال 6 – 12 شهراً الأولى أو كما ذكر في القرآن «حولين كاملين» ولكن ننبه من الشهر السادس تبدأ الأم بإعطاء الطفل الخضروات والفواكه الغنية بالألياف.
• زيادة كمية الألياف في وجبات الأطفال والبالغين فالألياف الطبيعية غنية بالكثير من الفوائد وخصوصاً للجهاز الهضمي والميكروبات الحيوية في الجهاز الهضمي.
• التقليل من استخدام المضادات الحيوية إلا في الضرورة القصوى حيث أنها تقلل من الميكروبات النافعة.
• التقليل من الوجبات الغنية بالدهون والسعرات الحرارية.
• الإكثار من الرياضة البدنية حيث أنها تعزز من نشاط وتكاثر الميكروبات النافعة.
• تناول بعض المحفزات لزيادة ميكروبات الأمعاء النافعة والتي تسمى بروبيوتيكس أو بريبيوتكس، والتي تساعد على المحافظة على تركيبة الميكروبات المعوية النافعة، وهذه التدخلات الغذائية لها أثراً واعداً بإذن الله في الحماية من الكثير من الأمراض المزمنة.