وجّه الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، رسالة عاجلة للمواطنين، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، متعلقة بالجرعة الرابعة التنشيطية للقاح كورونا، مؤكداً «ضرورة توجههم للحصول عليها من أى مركز تطعيم، دون التسجيل المسبق أو انتظار أى رسالة، ويمكن الحصول عليها بعد مرور 3 أشهر فقط من الجرعة الثالثة أو آخر جرعة».
وقال «عبدالغفار»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة هم أكثر الفئات عُرضة للإصابة بالفيروس ومتحوراته المختلفة، مؤكداً أنه ما زال يشكل خطراً كبيراً عليهم؛ نظراً لمناعة الجسم وضعفها، واللقاحات تعمل على تعزيزها، حيث إنها لا تمنع الإصابة لكنها تخفف شدة الأعراض وتجعلها بسيطة ومتوسطة.
وأكد «متحدث الوزارة» أن ارتفاع إصابات كورونا ليس كبيراً فى مصر فقط بل على مستوى العالم، ولكن يدعو لاتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، وأن معظم الحالات هى متوسطة لكبار السن وخفيفة على معظم فئة الشباب، لذلك لا بد من العودة مرة أخرى لاتباع كافة الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات، خاصة فى التجمعات الكبيرة، والمداومة على تطهير الأيدى فى حال لمس الأسطح الخارجية.
وأشار «عبدالغفار» إلى أنه على السيدات الحوامل ضرورة الحصول على لقاحات كورونا وعدم الخوف أو القلق، خاصة أن منظمة الصحة العالمية أجازت حصولهم على اللقاح، وهو مفيد وآمن على الجنين ويحميه من خطر الإصابة بالفيروس بعد الولادة بمدة لا تقل عن ستة أشهر، وفقاً للإحصائيات التى أجريت.
«عبدالغفار»: فترة عدوى الفيروس فى الموجة الحالية تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن ثروت، مدير مستشفى العزل بالعبور، إن فترة عدوى كورونا فى الموجة الحالية تستغرق مدة من أسبوع إلى أسبوعين، مشيراً إلى أن الميزة الوحيدة له أن معظم إصابته بعيدة عن الالتهاب الرئوى، ولكن يفتت عظام الجسد وتبدأ الإصابة به برشح كبير وجيوب أنفية، موضحاً أن درجة الحرارة فى هذه الموجة لم تشهد أى ارتفاع مقارنة بالموجات السابقة، والتى شهدت ارتفاعاً كبيراً فى درجات الحرارة.
ونصح «ثروت» فى تصريحات لــ«الوطن»، مصابى كورونا فى الموجة الحالية بالقيام بعدة أعمال أهمها: الراحة بشكل مستمر فى فترة العدوى كاملة، وعدم القيام بالأعمال الشاقة، وتناول الطعام باستمرار، وأيضاً الإكثار من تناول الفواكه على وجه العموم، مشيراً إلى أهمية هذه الأشياء والتى يجب على المصاب بكورونا أن يهتم بها، حيث إنها تساعد على سرعة الشفاء، وتجنب الوقوع فى الأخطار التى تطرأ على المصاب، وبعد ذلك يبدأ فى أخذ بعض الفيتامينات، أما بالنسبة لكبار السن المصابين فى هذه الموجة فيأخذ المصاب المضادات للفيروسات.
وأضاف «ثروت» أنه يجب على المصاب بكورونا عند علمه بالإصابة أن يعزل نفسه فى المنزل للحفاظ على نفسه وغيره، خاصةً أن أكثر من 30% أو 40% لديهم عدوى وهذه النسبة عالية، ويعزل المصاب نفسه من 3 لـ5 أيام حتى تختفى الأعراض ولو أتيح له إضافة يومين فسيكون أفضل، حيث إنه فى الموجة السادسة عند إصابة كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة من الممكن أن يحدث لهم التهاب رئوى، لافتاً إلى أنها نادرة جداً، وأن مستشفيات العزل بها أماكن فارغة والحالات بها قليلة.
“عقبة” : الدولة تحدث بروتوكول علاجه باستمرار
وقال الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن الدولة تحدّث البروتوكول العلاجى الخاص بكورونا بشكل متكرر ومستمر، تزامناً مع الظروف التى تعيشها البلاد، لافتاً إلى أن اللجنة العلمية تبذل جهوداً كبيرة حتى تحصل على كل الأدوية التى تستخدم فى الحالات المصابة بالفيروس. وأضاف «عقبة» فى تصريحات أمس: «العالم كله يتسابق ويبذل جهداً كبيراً لإيجاد العلاج الذى يمكنه تخليص المريض من الإصابة بكورونا، كما أن الأدوية المتخصصة ضد الفيروسات محدودة ويتم عليها تجارب قبل استخدامها، بنظام التجارب السريرية وما قبل السريرية للموافقة عليها».
وتابع: «مصر لديها معظم الأدوية الموجودة فى العالم كله لعلاج فيروس كورونا، بالشركات المصرية التى تضطلع بأدوار مهمة لتوفير الأدوية، بأسعار مناسبة»، مشيراً إلى أن الطفرات كلما أدت إلى زيادة أعداد الإصابات، زادت الحاجة إلى الإجراءات الاحترازية، خاصة أنها أكدت نجاعتها فى الحفاظ على صحة المواطنين ضد الفيروس، مثل ارتداء الكمامة والتباعد الجسدى، وهو ما ينطبق على الأمراض المعدية أيضاً، وليس كورونا فقط، موضحاً أن الهروب المناعى خاصية معروفة عن الفيروسات، خاصة من تركيب RNA مثل كورونا، إذ إن الفيروس يمكنه التحايل على النظام المناعى، وبالتالى لا يستجيب للأجسام المضادة أو مناعة الأجسام للأشخاص. وأضاف: «يمكن للفيروس أن يصيب الأشخاص بالرغم من إصابتهم السابقة أو حصولهم على اللقاحات، كما أن خاصية الهروب المناعى تتم دراستها فى أمور كثيرة، منها البكتيريا المسببة لالتهاب وقرح المعدة والأورام، إذ إن لديها قدرة فى بعض الأحيان على التهرب مناعياً من الخلايا المناعية».
وتابع رئيس أقسام الباطنة والمناعة: «بعض طفرات كورونا لديها قدرة على الهروب المناعى، بحيث إنها لا تتأثر بالأجسام المضادة من المصابين أو اللقاحات، ومن ثم فإنها ليست موجودة بنسبة 100%، لكنها زادت، وبدلاً من قدرة اللقاحات على منح الجسم مناعة ضد الإصابة بنسبة 95%، أصبحت تتراوح من 70% إلى 80%».
وأشار إلى أن الحصول على اللقاحات يقلل من حدة الأعراض والحاجة إلى دخول المستشفيات، ويقلل أيضاً من فرص ظهور المتحورات والتكاثر والانقسام، موضحاً أنّ أعداد إصابات كورونا زادت فى مصر خلال آخر أسبوعين بنسبة تتراوح من 8% إلى 10% عن الأسابيع السابقة، مشيراً إلى أنّ الإصابات بدأت الارتفاع فى العالم كله، مضيفاً: «فى الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا زادت أعداد المصابين، نتيجة ظهور طفرة جديدة من سلالة أوميكرون، حيث يوجد 3 طفرات أسرع فى الانتشار»، وتابع: «الحصبة هى الفيروس الأسرع انتشاراً، إذ ينقل المصاب الواحد العدوى لأكثر من 18 شخصاً، أما متحورات أوميكرون فالمصاب بها يمكنه نقل العدوى إلى 10 أشخاص، ما يعنى أنّنا نواجه معدلات انتشار أعلى».
وأشار «عقبة» إلى أنّ المتحورات الأخرى ما زالت موجودة لكن يحدث نوع من الانتقاء، أى أثناء إصابة أى شخص يتكاثر الفيروس فيه، ويتم انتقاء السلالة الأسرع التى لديها القدرة على الاستمرار، وبالتالى يزيد عدد المصابين بهذه السلالة، وتكون هى المهيمنة على معظم الإصابات.