كثيراً ما يتساءل البعض هل الحديث مع النفس أمر طبيعى أم أنه بداية لأعراض الاضطراب النفسى؟ هناك فهم مغلوط عند البعض يخلط بين حديث الإنسان مع نفسه واضطراب الفصام أو الذهان، فالأخير هو اضطراب عقلى يؤثر على وعى الإنسان ولا بد له من تدخل طبى، ويتم تشخيص ذلك الاضطراب العقلى إذا استمع الإنسان لأصوات تأتى من الخارج، يسمعها بأذنيه تتحدث إليه ولا يستطيع التحكم بها، وتعرف هذه الحالة بـ«الهلاوس السمعية»، وهى جزء أساسى من الاضطرابات الذهانية، التى تحتاج إلى العلاج بالأدوية المضادة للذهان.
أما إذا استمع الإنسان إلى أصوات تأتى من داخله وليست من الخارج، فهذا الأمر مقبول ولا يدل على حالة مرضية أو اضطراب، فالحديث الداخلى قد يهدف إلى مراقبة التصرفات والسلوك للعمل على تقويم النَّفس أو تعديل ردود أفعالنا فى المرات القادمة، وهذا أمر صحى ومفيد للإنسان، أما إذا اتخذ الحديث مع النفس الطابع السلبى وتأنيب الضمير، فهذا يُسمى جلد الذات، وهو لا يعتبر اضطراباً فى حد ذاته، ولكن يحتاج إلى التحدث مع مختص نفسى، فقط إذا كان الحديث مع النفس مكرراً لثلاث أو أربع مرات للفكرة أو الجملة نفسها، قد يكون أحد أنواع الوساوس القهرية، فإذا كنت تعانى من ذلك فاستشر طبيبك النفسى.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. “الوطن” تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]