لا تزال حادثة ضحايا صحراء مطروح الذين لقوا حتفهم نتيجة الجوع والعطش خلال رحلة لصيد الصقور تشغل المصريين.
فقد كشف نجل عمهم تفاصيل مؤلمة حول الواقعة. وقال جبريل راغب المطيري لـ”العربية.نت” إن نجلي عمه رمضان بوحتيته أبو مطير ومساعد بوحتيته أبو مطير والطفل شاهين رمضان، نجل الأول، انطلقوا في رحلة لصيد الطيور في الصحراء الغربية بمحافظة مرسى مطروح لمدة 3 أيام.
كما أضاف أنهم تاهوا في الصحراء وتوفوا جوعاً وعطشاً بعد نفاد وقود سيارتهم وطعامهم ومياههم، فضلاً عن انقطاع شبكة الهاتف الجوال في المنطقة، مشيراً إلى أن أهالي مطروح هرعوا للبحث عنهم حتى تمكنوا من الوصول لجثامينهم.
نفاد الوقود
كذلك أردف أن قصاصي الأثر وخلال رحلة البحث عثروا على صقر يحمل في أحد قدميه “خاتماً” مدوناً عليه اسم أحد المفقودين، مضيفاً أنه بالتتبع تم العثور على السيارة الخاصة بالمفقودين وسط الصحراء في منطقة نقب الشقوقة.
وأضاف جبريل أن قصاصي الأثر وصلوا إلى مكان السيارة أولاً، حيث توقفت بعد نفاد الوقود، ثم تتبعوا آثار أقدام المفقودين الذين ساروا نحو 15 كيلومتراً من مكان توقف المركبة حتى وصلوا لأول جثة وكانت للطفل الصغير.
كما أكد أنهم وجدوا على جثمان الطفل كميات من الحطب، وبعده بنحو أمتار قليلة عثروا على جثمان مساعد وعليه شال، ثم على بعد كيلومترين على جثمان رمضان.
فيما لاحظ قصاصو الأثر أن المتوفين ونتيجة نفاد الطعام والماء تناولوا طيور الصيد التي كانت بحوزتهم، كما تناولوا مياه رادياتير السيارة.
“مخلصين مياه”
إلا أن الصدمة كانت في عبارة وجدت بالقرب من الجثامين وهي “مخلصين مياه”، وفوقها سهم يشير لاتجاههم الذي ساروا فيه. ومن خلاله كان يبدو أن الأمل ما زال يحدوهم في العثور عليهم.
وتم تشييع الجثامين في موكب جنائزي حاشد ومهيب شارك فيه الآلاف من أهالي مطروح والإسكندرية.
يذكر أن الحادثة المؤلمة كانت هزت مشاعر المصريين الذين طالبوا بالتحقيق في أسبابه وسبب تأخر عمليات البحث والإنقاذ.
وجميع الضحايا يقيمون في منطقة بنجر السكر ببرج العرب التابعة لمحافظة الإسكندرية.