فيما لا تزال الصغيرة عالقة في إيطاليا وحيدة بعيدة عن أهلها، دخلت تونس في صراع قضائي مع إيطاليا، حول الطفلة “ليندا” ذات الـ4 سنوات التي وصلت إلى جزيرة لامبيدوزا دون عائلتها على متن قارب للهجرة غير الشرعية، بسبب اختلاف في الرؤى حول المصلحة الفضلى للبنت.
ففيما تتمسك تونس بإرجاع الطفلة إلى بلادها مراعاة لمصلحتها، ووجودها بين أهلها وفي محيطها الأسري، رفضت إيطاليا التي كلّفت وصيّة على البنت لتمثيلها أمام القضاء، تسليمها مطالبة ببقائها على أراضيها وإلتحاق والديها بها.
وفد زارها
من جهتها، أرسلت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة، فريق تابع لها إلى مدينة باليرمو الإيطالية لزيارة الطفلة، اليوم الخميس، في المركز الذي تمّ إيواؤها فيه.
وأشارت الوزارة إلى اهتمام الدولة بمتابعة أوضاع الطفلة وضمان مصلحتها، وقالت إنها كانت ضحية عملية هجرة غير نظامية، مؤكدة استكمال التدابير اللازمة لتأمين عودتها في ظروف سالمة وفي أقرب وقت.
إيطاليا رفضت إعادتها
وكانت السلطات التونسية أرسلت الأسبوع الماضي، مندوب حماية الطفولة لاستعادة الصغيرة، لكن المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بالمنستير فريد بن جحا، أكدّ في تصريحات إعلامية أن “السلطات الإيطالية رفضت إعادتها”.
وقال بن جحا، أمس الأربعاء “إن مندوب حماية الطفولة سيحضر غدا الجمعة لدى القضاء الإيطالي لتقديم ما يفيد بصدور حكم من السلطات القضائية في تونس يقضي بضرورة إرجاع الطفلة باعتبار أن مصلحة البنت في محيطها الأسري”.
كما شدد على ضرورة تنفيذ قرار القضاء التونسي في إطار التعاون القضائي مع إيطاليا، خاصة وأن الحكم يدخل في إطار السيادة الوطنية”.
مركب يقل مهاجرين من تونس وليبيا إلى إيطاليا (أرشيفية من فرانس برس)
منع سفر واليدها
وكان القضاء في تونس قرّر منع سفر والدي ليندا، لضمان حسن سير البحث باعتبارهما الطرفين الوحيدين القادرين على التعرّف على منظّم عمليّة الهجرة غير الشرعية، ولضمان تنفيذ القرار القضائي الصادر عن قاضي الأسرة، والذي يقضي بتسليم الطفلة إلى المندوب العام للطفولة وإرجاعها إلى التراب التونسي.
يذكر أن قصة ليندا التي وصلت بمفردها إلى الأراضي الايطالية كانت شغلت الرأي العام في تونس، وأثارت انقساما بين من دعم قرار السلطات التونسية بإعادة الصغيرة إلى بلادها مع تحسين مستوى عيش عائلتها وتمكينها من مصدر رزق، ومن دعا إلى السماح بالتحاق أمها وأبيها بها خاصة في ظلّ وجود قانون إيطالي يسمح بلم الشمل العائلي.
