بريطانيا تعيش منذ أمس في ظل حالة نادرة وغريبة، لم تعرف مثلها بتاريخها، ملخصها أن مناصب مهمة وحساسة فيها، يتولاها الآن ذوو أصول أجنبية، فرئيس بلدية أهم مدينة، أي العاصمة لندن، باكستاني الأصل اسمه صادق خان، فيما رئيس وزرائها هو الهندي الأصل ريشي سوناك. أما رئيس حزبها الحاكم، أي حزب المحافظين، فأصله كردي عراقي، ولد باسم ناظم الزهاوي قبل 55 سنة في بغداد، وعيّنه رئيس الوزراء الجديد للمنصب أمس الثلاثاء.
وأسرع الزهاوي الى منصته في تويتر، وعلق على تعيينه بتغريدة قال فيها: “إنه لشرف عظيم أن أكون رئيسا للحزب الذي انضممت إليه عندما كنت شابا، وكان يعني الكثير لي. أتطلع لدعم ريشي سوناك عبر هذا الدور وفي الحكومة، أثناء تصدينا للتحديات المقبلة” بحسب تعبير من شغل في 2018 منصب وزير التعليم بحكومة تيريزا ماي، كما لفترة وجيزة منصب وزير الخزانة بحكومة بوريس جونسون، ومسؤولا بعدها عن توزيع لقاح Covid-19 فيها.
الزهاوي حين كان طفلا في العراق، وصورة في لندن مع زوجته
وتختص وظيفة رئيس الحزب بأنشطته الإدارية، اضافة الى إدارة مقره. أما زعيم الحزب ريشي سوناك، فيتولى دوره السياسي، وفق ما قرأت “العربية.نت” بوسائل اعلام بريطانية، ذكرت أن المنصب يتيح للزهاوي الذي يصعب العثور على صورة له مع زوجته وأبنائه الثلاثة منها، مواصلة العمل “خلف الكواليس” مع الحكومة، من دون أن يشغل وزارة معينة.
مولع كزوجته بركوب الخيل
والزهاوي، متزوج منذ 2004 ممن تكبره سنا بعام ويبدو أنها عراقية الأصل مثله، وهي لانا فوزي جميل صائب، مديرة شركة Zahawi & Zahawi Ltd الناشطة بحقل العقارات، والمدرجة في السوق بقيمة تزيد عن 120 مليون دولار، طبقا للوارد بوسائل اعلام بريطانية، يذكر بعضها أنه مهاجر منفي الذات وأسرته التي غادرت العراق “هربا من نظام صدام حسين” حين كان بعمر 9 سنوات، فاستقر الجميع بمقاطعة East Sussex في جنوب انجلترا، لكنه تلقى تعليمه المدرسي في King’s Collegeبالعاصمة، ثم الهندسة الكيميائية بكلية University College التابعة لجامعة لندن.
بعدها أسّس في عام 2000 وكالة سماها وزميل له بالحزب YouGov متخصّصة باستطلاعات الرأي وأبحاث السوق عبر الإنترنت، وكان رئيسها التنفيذي الى أن تم اختياره مرشحا محافظا في البرلمان، بعد فوزه في 2010 بعضويته، وهو ما حوّل “أبو أحمد” المولع بركوب الخيل كزوجته، الى سياسي مدرج دائما في لائحة المبشرين بالمشاركة في أي حكومة يشكلها الحزب الذي رشح نفسه في 9 يوليو الماضي ليكون زعيمه ورئيس حكومته، لكن المنصبين كانا من حظ ونصيب المستقيلة ليز تراس.