رغم سخرية جمهور ليفربول من بيب غوارديولا بهتاف “ستتم إقالتك في الصباح” ابتسم مدرب مانشستر سيتي باستهزاء ورفع ستة أصابع لتذكير جماهير صاحب الأرض المحتفلة بعدد ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم التي فاز بها.
وكانت تلك لحظة لا تنسى مساء الأحد على ملعب أنفيلد، والتي قد تشكل نهاية هيمنة مانشستر سيتي على الدوري الممتاز.
وحقق ليفربول فوزا سهلا 2-صفر على مانشستر سيتي المتعثر بفضل هدفي كودي خاكبو ومحمد صلاح، ليتقدم بفارق 11 نقطة عن حامل اللقب في آخر أربعة مواسم وتسع نقاط عن آرسنال ثاني الترتيب.
وبدا مانشستر سيتي دون أي طاقة أو أفكار وتفوق عليه فريق المدرب أرني سلوت بشكل كامل ولم يسدد سوى مرتين فقط على المرمى.
وكانت هذه الخسارة الرابعة تواليا لسيتي في الدوري والسادسة في سبع مباريات بكل المسابقات، ليتراجع الفريق إلى المركز الخامس في جدول الترتيب.
ووصل الإسباني غوارديولا، الذي حطم كل الأرقام القياسية الممكنة منذ وصوله إلى سيتي، إلى رقم جديد غير مرغوب فيه.
ولم يسبق وأن خسر غوارديولا أبدا أربع مباريات تواليا في الدوري خلال مسيرته التدريبية الرائعة، ورغم أنه وجد دائما الحلول لكل مشاكله فإن لمسته السحرية ابتعدت عنه مؤخرا.
ولا توجد أي فرصة في استغناء ملاك مانشستر سيتي عن واحد من أعظم المدربين في التاريخ، خاصة وأنه وافق مؤخرا على تمديد عقده لمدة عامين. لكن غوارديولا يجد نفسه الآن وسط المجهول.
وأبلغ غوارديولا الصحفيين: “لم أتوقع أن يرددوا هذا الهتاف، ربما أستحق الإقالة. لم أتوقع ذلك لكن لا بأس. تضحك عندما تفوز وعندما تخسر يضحكون (عليك) ويجب أن تتقبل ذلك. لكنني شخص عملي، لست مكتئبا. عندما أعتقد أنني لا أستطيع القيام بالعمل سأتحدث مع النادي، لكنني أشعر أنني أريد القيام بذلك. الحياة ليست مثالية. الآن لم نعد أقوياء كما كنا هذه هي الحقيقة”.
وفي حين يفتقد مانشستر سيتي بوضوح للاعب الوسط المؤثر رودري، من بين لاعبين آخر، لم يكن أحد يتوقع على الإطلاق أن إصابة خطيرة للاعب واحد يمكن أن توقف مسيرة انتصارات غوارديولا تماما.
وانتظر الفريق حتى الدقيقة 39 ليقوم بمحاولته الأولى على مرمى ليفربول، وبدا أن إرلينغ هالاند مهاجم سيتي يشاهد المباراة من أرض الملعب.
كما ظهر سيتي بصورة سيئة في الدفاع، وكانت الطريقة التي حصل بها ليفربول على ركلة الجزاء التي سجل منها صلاح الهدف الثاني، مضحكة.
ومع تزايد وتيرة المباريات، لم يعد أمام سيتي الوقت الكافي للشعور بالأسف على نفسه، إذ سيواجه نوتنغهام فورست يوم الأربعاء ثم يحل ضيفا على كريستال بالاس مطلع الأسبوع المقبل، قبل أن يخوض مباراة حاسمة في دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس.
وقال غوارديولا: “قلت قبل المباراة إننا لسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير في الأهداف لكن الموسم طويل. علينا التفكير في تحقيق النتائج وبعد ذلك سنستعيد بعض اللاعبين وسنصبح أفضل. هناك العديد من الأشياء التي يجب أن نقاتل من أجلها وسنحاول ذلك. منحني هؤلاء اللاعبون الفرصة لأعيش ربما أفضل سنوات حياتي. كل ما يمكنني فعله أن أحاول إيجاد حل”.
وقال روبن دياز مدافع مانشستر سيتي، والذي يتحمل المسؤولية عن هدف ليفربول الثاني، إن هذه ليست أسهل فترة يمر بها النادي، لكنه قال إن شخصية الفريق ستساعده على الخروج من هذا الوضع.
وقال: “يتعلق الأمر الآن فقط بنوتنغهام فورست وإنهاء هذه المسيرة. كرة القدم هي المثال المثالي للحياة. في بعض الأحيان تبدو الحياة سهلة ولكنها تنقلب عليك فجأة، وكرة القدم كذلك تماما”.
المصدر : وكالات