من «لم أَبِع كتاباً» إلى «الأكثر مبيعاً» – مشاهير

إسلام جمال7 ديسمبر 20246 مشاهدة
من «لم أَبِع كتاباً» إلى «الأكثر مبيعاً» – مشاهير


علاج القلق والكآبة… بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مدير عيادة للطبّ النفسي في سيول، إيم سو غيون، قوله إنّ «مشاهدة الدراما الكورية يمكن أن تكون مفيدة للقلق والاكتئاب من وجهة نظر العلاج بالفنّ».

تعود التجربة الأولى لهذه الطريقة العلاجية إلى أربعينات القرن الـ20، وكانت تقضي في البداية بجعل المرضى يرسمون، لتشمل لاحقاً أنشطة فنّية أخرى.

ولاحظ الخبير أنّ «الوسائط المرئية، منها مثلاً الدراما الكورية، تنطوي على خصائص مفيدة كبيرة تتناسب كثيراً مع العلاج النفسي».

ورأى أنّ الشاشة الصغيرة والسينما يمكن أن توفّرا بالتالي للمشاهدين «إضاءة على بعض المواقف بفضل وجهة نظر جديدة تقوم على قِيَم سليمة وتُقدّم حلولاً لمشكلاتهم»، مستبعداً أن يصف الطبيب للمريض هذا النوع من العلاج، لكنّه تابع أنّ المسلسل الذي يجد فيه الشخص ما يُشبه حياته، ويوصيه أحد المتخصّصين بمشاهدته، يمكن أن يكون مفيداً له؛ إذ قد يعطيه أفكاراً عن سبل تجاوُز أوضاع معيّنة، منها مثلاً «الانفصال أو وفاة» قريب.

وليست جودة إنتاج المسلسلات الكورية الجنوبية وأداء الممثلين المشاركين فيها، أو حتى الجاذبية التي يمكن أن يثيروها، عوامل كافية، وفق المعالِجَة جيني تشانغ، لتفسير الصعود السريع لهذه الأعمال، وهي الأكثر استقطاباً للمشاهدات بين الإنتاجات غير الناطقة بالإنجليزية على «نتفليكس»، وفقاً للمنصة.

وإذ أبرزت تشانغ أنّ لهذه المسلسلات قدرة شافية تتجاوز السياق الثقافي، شرحت أنّ المشاعر القوية التي تتضمّنها أحداث هذه الأعمال، والممتدّة من الحزن العميق إلى الفرح المجنون بحبّ جديد، تُحرّك لدى المشاهدين مشاعرهم وصدماتهم.

الشعور بأحاسيس الشخصيات يساعد على إدراك النفس (غيتي)

وذكّرت بأنّ «لدى الجميع ضغوطاً وطموحات عائلية، ونزاعات، وصدمات، وآمالاً»، وبالتالي إذا كانت المسلسلات تعالج بطريقة جيدة الموضوعات المتعلّقة بصعوبات الحياة، يمكن أن تساعد أولئك الذين يشاهدونها بسيطرة أفضل على مشكلاتهم.

وأكّدت المعالِجة التي وُلدت في سيول ونشأت في الولايات المتحدة، أنّ الدراما الكورية الجنوبية سهَّلت لها إحياء ارتباطها بجذورها التي رفضتها في طفولتها؛ لأنّ هاجسها الأول كان الاندماج في المجتمع الأميركي.

ووصفت المضامين التي تختزنها الدراما الكورية بأنها «تصلح لكل زمان ومكان».

وأوضحت أنّ «الصحة النفسية هي ما يشعر به المرء، وكيف يتصرّف مع الآخرين نفسياً، وكيف يتأثر دماغه بالأشياء (…). وهذا موجود في مسلسل كوري».

بدورها، سمعت المعلّمة الأميركية جيني باري عن الدراما الكورية خلال جنازة أحد أفراد أسرتها، عندما نصحتها إحدى صديقاتها بمشاهدة مسلسل «إتس أوكي نات تو بي أوكي».

وقالت باري التي شاركت في رحلة إلى كوريا الجنوبية مخصَّصة لأحد المسلسلات الكورية نظّمتها جيني تشانغ، إنّ «الطريقة التي تعالج بها هذه الثقافة الصدمات والاكتئاب العقلي، ضربت على وتر حساس بالنسبة إليّ».

وأضافت: «بدأتُ الحِداد الذي ما كنتُ شعرتُ به. بكيتُ كثيراً وأنا أشاهد هذا المسلسل، لكنه جعلني أرى أيضاً أنّ ثمة ضوءاً في نهاية النفق».

وأشارت باري إلى أنها شاهدت مذّاك 114 مسلسلاً كورياً، وتخلّت عن البرامج التلفزيونية الناطقة باللغة الإنجليزية: «(هذه المسلسلات) تتيح لي تليين قلبي».

ورَوَت الأميركية إيرين ماكوي التي شاركت في الرحلة عينها، أنّ الدراما الكورية ساعدتها في السيطرة بشكل أفضل على اكتئابها الذي أُصيبت به في سنّ المراهقة. وقالت: «عندما يتعايش المرء مع هذا الأمر، يصبح بلا إحساس. لا يشعر بالضرورة بأنه ليس على ما يرام، لكنه لا يشعر أبداً أنه بخير».

وأضافت: «ثمة كثير من الصعود والهبوط في كل (من هذه المسلسلات)، وساعدني شعوري بأحاسيس الشخصيات على إدراك نفسي بشكل أفضل. شعرتُ بأنني عدتُ قادرة على أن تكون لديّ مشاعر وأعبّر عنها».


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل