يشير تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن الغاز الطبيعي لم يعد مصدر الطاقة الذي يمكن الاعتماد عليه ومنخفض التكلفة كما كان من قبل، وأن المستقبل غير مؤكد حيث تكافح القوى العالمية أزمة طاقة وسط عقوبات تهدف إلى تقليص تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتفاقم الوضع بسبب عدد لا يحصى من العوامل الأخرى في جميع أنحاء العالم، ويعاني الناتج الصناعي الأمريكي من ارتفاع تكاليف الطاقة، وإغلاق المصانع الأوروبية للأسباب نفسها، كل ذلك ساعد في رسم صورة قاتمة لتدفقات الطاقة العالمية.
تقول مذكرة وكالة الطاقة الدولية: «إن التزام الاتحاد الأوروبي بتسريع التخلص التدريجي من الواردات الروسية – وهو أكبر مورد له تاريخياً – يعمل على تغيير سوق الغاز في أوروبا، مع تداعيات على ديناميكيات الغاز العالمية».
حريق منشأة «فريبورت» للغاز الطبيعي
وبينما يحاول الاتحاد الأوروبي يائسًا استبدال الإمدادات الروسية بالغاز الطبيعي المسال، وهو أرخص للنقل، فإن هذه الخطوة تزيد من إجهاد السوق. وسرعان ما أصبحت الولايات المتحدة موردًا كبيرًا لمصدر الطاقة منذ بداية العام، مما يمثل تحولًا سريعًا بعيدًا عن التدفقات الروسية.
وأضاف التقرير أن الكثير من عدم اليقين المتوقع يفترض أن روسيا ستقلص التدفقات إلى المزيد من الدول الأوروبية كما فعلت مع بلغاريا وبولندا، لكن الولايات المتحدة لديها قيود سلسلة التوريد الخاصة بها والتي تضع سقفاً للتدفقات إلى أوروبا، كما يقول الخبراء.
وأدى الحريق في منشأة فريبورت للغاز الطبيعي المسال في تكساس إلى إغلاق المصنع لمدة أسبوعين، وقال المسؤولون إنه لن يعود إلى طاقته الكاملة حتى النصف الثاني من هذا العام.
إيطاليا تشعر بالقلق
في إيطاليا، يشعر المسؤولون بالقلق من أن قطع التدفقات الروسية قد يجبر الاقتصاد الإيطالي على الانكماش هذا الربع. وقال رئيس البنك المركزي الإيطالي إن حالة عدم اليقين بشأن تأمين إمدادات الطاقة وتكلفة المواد الخام ستدفع توقعات النمو إلى عام 2024.
تعتمد الصناعة الأوروبية على الطاقة الروسية، التي شكلت 40٪ من إمدادات الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنها عدلت توقعاتها للطلب على الغاز الطبيعي إلى 0.8% حتى عام 2025، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى انخفاض النشاط الاقتصادي.
وأكدت الوكالة أن هناك حاجة إلى انخفاض حاد في الطلب على الغاز لتخفيف ضغوط الأسعار. وقال التقرير «سيتعين تنفيذ سياسات إضافية لانتقال الطاقة في الأسواق الناضجة لزيادة تسريع وتيرة تراجع استهلاك الغاز».
