بخطوات بطيئة، وعيون زائغة، اقترب «محمود. ع. ا»، 30 عاما، طبال، من سرير طفله الذي لم يتجاوز عمره 3 سنوات، ومد يده إلى عنقه ليحكم قبضته عليها، ليستقظ ابنه دقائق معدودة ينظر خلالها إلى والده ويستجديه بنظراته التي لم تعرف طريقها إلى قلب الأب المتحجر، ليواصل الضغط على عنق الطفل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
فاة الطفل إثر تعرضه لخنق
الواقعة المأساوية وقعت أحداثها في مدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية، وبدأت تظهر تفاصيلها بمجرد نقل الطفل إلى مستشفى الصالحية المركزي، وتبين أن الوفاة بسبب أسفكسيا الخنق.
كانت والدة الطفل هرعت إلى منزل زوجها بشمال الشرقية بمجرد أن اتصلت بها طفلتها تلفونيا، وأبغلتها أن شقيقها فاقد للنطق والحركة، وبمجرد دخولها وجدت زوجها يحمل الطفل ويجلس صامتا، فأخذت الطفل وضمته بين ذراعيها تنادي عليها لكنه لم يرد عليها، فتوجهت به إلى مستشفى الصالحية يراودها الأمل أن يكون ابنها معرضا فقط للأغماء وستتحسن حالته.
وبمجرد وصول الأم المستشفى، أكد لها الأطباء وفاة طفلها، وصاحب ذلك صدمة أخرى هي ان التقرير الطبي أظهر أن الطفل توفى إثر تعرضه للخنق.
لم تصدق الأم التي فقدت طفلها إلى الأبد، وظلت تبكي وتصرخ، وتكاد صرخاتها تصل إلى عنان السماء، وبعد أن هدأت قليلا تسلل الشك إلى قلبها بأن زوجها وراء ارتكاب الواقعة.
والدة الطفل تتهم زوجها بارتكاب الواقعة
وحررت الأم محضرا بقسم شرطة الصالحية الجديدة، واتهمت زوجها «محمود. ع»، 30 عاما، بقتل طفلهما «مالك»، 3 سنوات، وألقت الشرطة القبض على الزوج.
وتبين خلال التحقيقات أن المتهم اعترف بارتكاب الواقعة معللا سبب ذلك أنه كان يريد الانتقام من زوجته بسبب خلافات بينهما، مضيفا أنها تركت المنزل إثر هذه الخلافات، وذهب إلى منزل والدها، وبعدما طلب رؤية ابنته وابنه أرسلتهما له وأثناء نوم الطفل قام بخنقه.
وأُخطرت النيابة التى تولت التحقيقات وأحالت المتهم إلى محكمة جنايات الزقازيق، والتي قررت أمس تأجيل محاكمة الأب المتهم وإيداعه مستشفى الأمراض النفسية والعصبية لبيان معاناته من مرض نفسي من عدمه، وحددت جلسه خلال شهر سبتمبر لاستئناف المحاكمة.
