يوم التقاها أذهلته فى كل شىء، كم كانت زوجته فى نظره حورية، جميلة، ذات حياء وجمال داخلى، عندما علم أهله بزواجه فى غربته أثناء دراسته، لم يباركوا له، بل أرغموه على تطليقها، انصاع لرغباتهم وأوامرهم خوفاً من الحرمان من الميراث بعد صراع عصيب فى اتخاذ القرار. تركها وهو يعلم جيداً مدى ما ستكون حياته المقبلة، من معاناة وأيام عصيبة، تزوج بمشورة أهله، وترك من منحته السعادة، وفى صدرها كلمات كثيرة، لم تكن تعلم زوجته الجديدة بزواجه السابق، حاول أن يتواصل معها على جسر آماله المهدم، حتى لا يظلمها هى الأخرى لكنه لم يستطع إدخال الفرح والسرور عليها، فقد كان محطماً من الداخل، حيث كانت هناك فواصل تقف بينه وبينها، وطيف زوجته السابقة أمامه لا يغيب عن مخيلته يداعبه من آن لآخر، حيث يستحضر ذكرياته معها فى ترتيب بقايا كتبه وأوراقه ووقوفها بجانبه أثناء دراسته، فقد اكتشف فيها جمالاً لم تره هى فى نفسها، فقرر العودة إليها بعد فترة عصيبة من الحيرة والمرض والحياة الخالية من أى حياة، تاركاً خلفه الميراث الذى هدم حياته من أجله.لكنه لم يجدها، فقد جن جنونه، عندما علم بخبر وفاتها وهى تلد ابنه.
عصام كرم الطوخى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. “الوطن” تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]