قال الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن ثورة 23 يوليو حققت أهدافها في فترتها بنفسها، وتحديدا في أول شهرين أو ثلاثة، وإذا جرى العودة للتاريخ نجد إعلان القضاء على الاستعمار والإقطاع وتأثير رأس المال على الحكم وإقامة عدالة اجتماعية وبناء جيش وطني قوي.
قانون الإصلاح الزراعي
وأضاف «الدسوقي»، خلال اتصال هاتفي ببرنامج «8 الصبح»، المذاع على شاشة «dmc»، وتقدمه الإعلامية داليا أشرف، اليوم، أنه في 9 سبتمبر 1952 أي بعد قيام ثورة 23 يوليو في أقل من شهرين صدر قانون الإصلاح الزراعي والخاص بتحديد ملكية الأرض الزراعية للأفراد إلى 200 فدان، فإيجار الفدان الواحد كان قبل الثورة يبدأ بـ 25 جنيها.
وأفاد بأن قانون الإصلاح الزراعي، قضى على سياسة الإقطاع على الحكم، لأن الحكم كان في يد كبار ملاك الأراضي الزراعية الذين سيطروا على الحياة البرلمانية والسلطة التنفيذية وكل القوانين التي صدرت منذ دستور 1923 سنجد أنها في صالح هذه الطبقة.
الدسوقي: الناس قبل الثورة كانت بتمشي حافية
ولفت أن شعار الحكومات القائمة آنذاك القضاء على الفقر والجهل والمرض، ويعني ذلك الاعتراف الرسمي بأن مصر بها فقر وجهل ومرض، ثم أضيف هدف بعد ذلك وهو مكافحة الحفاء، متابعا: «معناها كانت الناس حافية في الشارع ومش لاقية صندل أو حتى قبقاب اللي هو أرخص حاجة».
وأوضح «الدسوقي» أنه عند قيام ثورة 23 يوليو كان قد حصل وقتها على شهادة الابتدائية، وعندما كان يمشي في الشارع كان يجد مواطنين يسيرون حفاة، وهذه وقائع حقيقية.
ثورة يوليو أعادت الكرامة وأنهت الجلاء
وعن إنجازات ثورة يوليو، قال إنها أعادت كرامة المصريين، كما حددت تخفيض إيجارات المساكن بنسبة 10%، والتي جرى بناءها خلال العشر سنوات السابقة، وإصدار قانون منع الفصل التعسفي.
وتابع «الدسوقي» أنه من ضمن الإنجازات تحقيق استقلال مصر لأنه أجبر الإنجليز على الجلاء بعد مفاوضات استمرت من يوليو 1953 إلى 1954، وكان قبل ذلك رفضوا الخروج رغم وجود مفاوضات بدأت من سنة 1924 وحتى قيام ثورة يوليو.
وأكمل المؤرخ حديثه قائلا: «كل حكومة تدخل في مفاوضات مكنتش بتحصل على شيء لأن مفيش في إيد المفاوض المصري ما يخيف به الإنجليز إنما لما الجيش قام بالثورة واستلم السلطة أصبح هو المفاوض فاضطر الإنجليز إلى الجلاء وتحقق الاستقلال التام».