كشف الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الأقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء التابع للأمم المتحدة عن خطر بيئي يهدد خليج سيدي عبد الرحمن بالساحل الشمالي، موضحاً أن الخطر يتمثل في تآكل لمنطقة غرب الخليج بفعل النحر المستمر للشاطئ والذي بدأ مع بدء تنمية المنطقة في تسعينات القرن الماضي بإقامة القرى السياحية والتي تسببت في منع حركة الأمواج وتوزيع الرمال المتجهة طبيعياً من الغرب للشرق بصوره طبيعيه، ما أدى إلى نحر شديد للشواطئ المجاورة شرقاً، لافتاً إلى أن هذا تأويل غير مكتمل، حيث أن إقامة إنشاءات بحريه مثل الحواجز والمصدات البحريه للحد من حركه الأمواج بطريقة غير مدروسة يعد أحد أسباب إختلال ميزان النحر والترسيب.
تزايد معددلات تعرية الخليج بسبب الحرارة
وأضاف النهري لـ «الوطن» أن دراسات عالمية أظهرت أن معدلات التعرية تزداد بشكل كبير مع زيادة درجة حرارة ماء البحر، حيث أدى زيادة درجة حرارة الماء بمقدار 10 درجات مئوية إلى زيادة متوسط معدلات التعرية بمقدار ثمانية أضعاف، حيث سجلت السواحل المصريه زياده وقدرها 1.6 درجه مئويه فى الفتره من 1993 وحتى 2020 مما يعجل من معدل النحر.
وأوضح أنه عندما بدأت التنمية في المنطقة في أوائل التسعينات وتزامناً مع التغيرات المناخية التى تزداد حدتها يومًا بعد يوم أدى إرتفاع درجات الحرارة والعواصف البحريه إلى تغيير طبوغرافيه قاع البحر العميق وزياده إرتفاع الأمواج متزامنة مع شده الرياح وتغير أنماطها واختلال المنظومة التي استمرت آلاف السنين في توازن طبيعى تتوالى فيه عمليات النحر والترسيب طبقًا لشدة واتجاه حركه الأمواج والمتأثره بسرعه واتجاه الرياح، ولقد لوحظ فى الثلاث عقود السابقه وأشدها فى العقد الأخير إنخفاض كمية الرمال المستخرجه من قاع البحر والتي تتجمع عادة أمام الرؤوس البحرية وتبدأ فى الانتشار داخل الخليج وذلك ما تسبب في اضطراب التيارات البحرية.
تزايد كبير للنحر في الخليج
وأشار إلى أنه فى نهاية عام 2020، بدأ العمل ببناء أرصفة بحريه داخل البحر لا تتناسب مع حدة حركة الأمواج كنتيجه طبيعيه للتغيرات المناخية مع قله الوارد من رمال قاع البحر نتيجه اقامه الرؤوس البحريه بشكل لا يتناسب مع حركه الامواج وشدتها واتجاهاتها فظهر تزايد كبير للنحر في الخليج وفى أماكن غير متوقع حدوث النحر بها، لافتاً إلى أن الدولة قامت بجهود جبارة لمواجهة زيادة معدلات النحر بسواحل البحر المتوسط منذ نهاية القرن التاسع عشر، وحتى تاريخة بسبب تراجع خط الشاطئ نتيجة العوامل الطبيعية الحرجة، التى تنشأ بفعل الرياح والأمواج العالية والتيارات البحرية وحركة المواد الرسوبية، وكذلك أرتفاع منسوب سطح البحر بسبب التغيرات المناخية.
تأثير التغيرات المناخية
وأكد نائب رئيس المركز الأقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء أن السبب الرئيسى في تآكل خليج سيدي عبد الرحمن هو التغيرات المناخيه التى زادت حدتها فى العقد الاخير بالإضافه إلى التأثير الثانوى وهو عدم إتخاذ التدابير والتصميمات الهندسيه المناسبة عند إنشاء المصدات والرؤوس البحريه، لذا فمن الضروري إقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة داخل البحر المتوسط للحصول على البيانات المتعلقه بموجات العواصف، والظواهر الطبيعيه المفاجئه مع التغيرات المناخية المتوقعة، وما يصاحبها من تغيرات فى نمط الأمواج والتيارات البحرية والذى قد تؤدى للتأثيرات السلبىيه على المنشآت الحيوية على الساحل، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تلك الآثار، باستخدام النماذج الرياضيه المعتمدة دولياً، للتكيف مع آثار التغيرات المناخية. مع ضروره الحزم فى تطبيق قوانين البيئه وحمايه الشواطىء من عدم قيام أصحاب القرى السياحيه بأيه إنشاءات للحمايه دون مراقبه الجهات الحكوميه المختصه.
ولفت إلى أن خليج سيدي عبد الرحمن هو خليج تحده من الاتجاه الشمالى الغربى رأس بحريه هى الأكبر ممتدة داخل البحر المتوسط تكونت منذ نهايه عصر البلايستوسين المتأخر وبعد تراجع البحر المتوسط مخلفا ورائه حافات ورؤوس بحريه وخلجان تطورت بفعل الأمواج إلى أن أتزنت قبل الثوره الصناعيه وتغيرالمناخ، وهذه الرؤوس ، عبارة عن كثبان رملية شاطئيه قد تكون متكلسه مكونه من الرمال الناعمة وبعض الأصداف البحريه الواردة من قاع البحر بفعل حركه الامواج وتيارات المد والجزر لتترسب على الشاطئ وبفعل الرياح السائدة وحركتها واتجاهها تترسب تلك الرمال الى الداخل والمتميز بوجود السبخات الجافة والرطبة وبفعل التيارات البحريه السفلى الآتية من البحر من اتجاه الشمال الغربي تتحرك الرمال المترسبة بطول شاطىء الخليج ويحدث توازن طبيعى بين النحر والترسيب.
