وحمّلت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس فرنسا مباشرة المسؤولية قائلة “لم تنشر السلطات الفرنسية عددا كافيا من الأشخاص (أي الموظفين) عند الحدود”.
لكن مسؤولين على الضفة الأخرى من المانش نفوا أن تكون الاختناقات ناجمة عن قلة عدد الموظفين.
وأعيد فرض عمليات التفتيش الحدودية وطلب وثائق إضافية من مركبات الشحن بعدما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، ما وضع نهاية لحرية حركة الأفراد والسلع.
ووصف النائب الفرنسي بيار-هنري دومون الذي تشمل دائرته الانتخابية ميناء كاليه المطل على المانش، فوضى السفر بأنها إحدى “تداعيات بريكست”.
وقال لشبكة “بي بي سي” البريطانية: “علينا القيام بمزيد من عمليات التفتيش مقارنة بالسابق”، مرجحا أن يتكرر الأمر.
وبينما ألقى الرئيس التنفيذي لميناء دوفر دوغ بانستر اللوم على نقص موظفي وكالة الحدود الفرنسية في الاختناقات التي دفعت بعض المسافرين للانتظار ست ساعات أو أكثر للحاق بعبّاراتهم، إلا أنه أقر بأن الوقت الذي تستغرقه معالجة عمليات عبور الحدود ازداد بفعل “بريكست”.
لكنه أضاف أن الميناء سيتمكن من التعامل مع الطلب في فترات الذروة.
وجعل رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون الذي قاد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، من مسألة “استعادة السيطرة” على حدود بلاده شعارا لحملته الداعمة لـ “بريكست” خلال استفتاء عام 2016 على عضوية التكتل.
ومنذ توليه رئاسة الوزراء، وجد جونسون أن الأمر ليس بهذه السهولة مع وصول أعداد قياسية من المهاجرين القادمين من شمال فرنسا على متن قوارب صغيرة.
وقدّر رئيس مجلس مقاطعة كينت روجر غاوغ بأن حوالى 3 آلاف شاحنة كانت تنتظر الوصول إلى الميناء صباح الأحد.
وأبلغت شركة كينت السائقين أن عليهم توقع “تأخيرات كبيرة”.
بدورها، رأت لوسي مورتون من اتحاد ISU الذي يمثل موظفي الحدود والهجرة والجمارك أن الاختناقات نتيجة لبريكست “يمكن توقعها منطقيا”.
يتعيّن على الركاب المرور عبر نقاط تفتيش حدودية بريطانية وفرنسية في دوفر قبل الصعود على متن العبارات المتجهة إلى شمال فرنسا.
وأفاد بانستر بأن حوالى 8500 سيارة غادرت الميناء الجمعة، ويتوقع أن الرقم قد يبلغ 10 آلاف أمس السبت.
واصطفت السيارات والشاحنات بانتظار دخول ميناء دوفر ليمتد الطابور على مسافة كيلومترات إلى الطريق السريع المؤدي إلى البلدة.
وأطلق نظام لإدارة المرور على الطريق السريع M20 للتعامل مع العدد الكبير من الشاحنات المتّجهة إلى دوفر.
وشمل ذلك إغلاق أجزاء من الطريق السريع أمام المركبات التي لا تنقل البضائع وتحويل مسار السيارات المتجهة إلى الميناء و”يوروتانل” إلى طرقات أخرى.
وأعلنت “يوروتانل” أن خدمات القطارات التي تشغلها لنقل المركبات بين فولكستون القريبة وكوكيل في شمال فرنسا متأخرة عن جدولها المعتاد بساعتين.