كما أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مباحثات موسعة مع نظيره الروسي بحضور وفدي البلدين.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، عبر “تويتر”، إن المباحثات تستهدف تناول مجمل موضوعات التعاون الثنائي بين مصر وروسيا، وتبادل الرؤى حول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية.
ومن المقرر أن تتضمن جولة وزير الخارجية الروسي التي تجرى في الفترة بين 24 وحتى 28 يوليو الجاري، إلى جانب مصر، زيارة إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
ويرى دبلوماسيون ومراقبون، أن زيارة لافروف إلى القاهرة تستهدف بالأساس التشاور بشأن الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على بلدان المنطقة، خاصة فيما يخص ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، فضلا عن مناقشة قضايا الإقليم المختلفة، وعلى رأسها الأزمة الليبية والأوضاع في سوريا.
ووصف نائب وزير الخارجية المصري السابق، السفير علي الحفني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، العلاقات بين القاهرة وموسكو بـ”المتينة والتاريخية”، موضحا أنه حدث تغير نوعي في تلك العلاقات على امتداد الأعوام الأخيرة بمختلف المستويات سواء السياسي أو الاقتصادي والفني.
وأشار إلى أن لقاء الرئيس المصري ووزير الخارجية الروسي تطرق لموضوعات شتى، على رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو الملف الذي يطرح نفسه بشدة وما يرتبط به من زيادة أسعار الطاقة والغذاء خاصة لشعوب المنطقة والعالم النامي على وجه الخصوص.
وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، أن القاهرة تتابع بكل اهتمام الاتفاق الذي جرى إبرامه تسهيل شحن تصدير الحبوب والأسمدة من الموانئ الأوكرانية، مشددا على سعي الرئيس السيسي إلى التأكيد على ضرورة تسوية هذا النزاع بالطرق الدبلوماسية في أقرب وقت ممكن، مع الوصول لاتفاق سياسي بين الجانبين حقنا للدماء ووقفا للأزمات الراهنة.
التعاون الاقتصادي
ويشير الحفني إلى أن ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية مع روسيا وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، كان ضمن أجندة اللقاء بين السيسي ولافروف، بالنظر لكون القاهرة تعد الشريك التجاري الأول لموسكو في القارة الإفريقية.
وشهدت العلاقات التجارية بين مصر وروسيا تطورا ملموسا خلال الفترة الماضية، إذ ارتفع إجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2021 بنسة 5.1 بالمئة ليبلغ نحو 4.7 مليار دولار مقابل 4.5 مليار دولار عام 2020، وفق بيانات حكومية مصرية.
وقال الحفني إن تطور العلاقات بين مصر وروسيا توّج مؤخرا ببدء الأعمال الإنشائية في محطة الضبعة للطاقة النووية (شمال غرب البلاد)، بجانب العديد من المشروعات الأخرى كالمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، إذ لم تؤثر الحرب في أوكرانيا على العمل بهذه المشروعات.
وأعطت مصر الضوء الأخضر للبدء في إنشاء أولى وحدات المحطة النووية بمدينة الضبعة، وهي المحطة النووية الأولى من نوعها في مصر، والتي تنفذها شركة روس “أتوم” الروسية.
وفي هذا الإطار، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، والخبير في العلاقات الدولية، حسين هريدي، إن مسار العلاقات الثنائية المصرية الروسية مستقل تماما عما يحدث بشأن الحرب في أوكرانيا، فالعلاقات مستمرة ومتطورة، والدليل على ذلك سير المشروعات المشتركة بين البلدين وفق جدولها الزمني دون تأثير، فالعمل في محطة الضبعة يسير بشكل طبيعي وكذلك باقي المشروعات.
واعتبر هريدي في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن زيارة لافروف للقاهرة ستكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول المسارات المستقبلية للحرب في أوكرانيا، وما يمكن أن تقوم به مصر والدول العربية في المساعدة والمساهمة لإطلاق عملية تفاوضية بين روسيا وأوكرانيا.
وقال لافروف قبل زيارته للقاهرة، إن “مصر هي الشريك الرائد لروسيا في المنطقة”، مشيرا إلى بناء بلاده المنطقة الصناعية في السويس، ومحطة الضبعة النووية.
أزمات المنطقة
وأوضح السفير علي الحفني أن مباحثات لافروف في القاهرة تطرقت بالطبع إلى القضايا الخاصة بالإقليم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للدول العربية، والسعي لإيجاد حل عادل يضمن الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وأضاف: الوضع في ليبيا وتداعياته على أمن المنطقة مثل ملفا مهما في مباحثات لافروف والسيسي، لافتاً إلى أن المباحثات أكدت ضرورة دفع الأطراف الداخلية للتوصل إلى التسوية السياسية المنشودة، ورحيل القوات الأجنبية والمرتزقة”.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن الأوضاع في سوريا كانت محور اهتمام كذلك خلال زيارة لافروف، خاصة مع الحديث عن عودتها لشغل مقعدها بالجامعة العربية، وضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
وأكمل قائلا: “التشاور في هذا التوقيت بين مصر وروسيا مهم للغاية، وفرصة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين الطرفين في خضم تعقيد الأوضاع الدولية على كافة المستويات”.
ويلقي وزير الخارجية الروسي، في وقت لاحق من اليوم، خطابا أمام مجلس جامعة الدول العربية الذي ينعقد على مستوى المندوبين.
ووفق ما أعلنت الجامعة، فإن لافروف يلتقي كذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وممثلي الدول الأعضاء الـ 22.