حفلة عمرو دياب فى «نورث سكوير» العلمين، والضجيج الذى حدث قبل وبعد الحفلة، من ارتفاع سعر التذكرة، الذى وصل إلى عشرة آلاف جنيه، والشرط من التزام الجمهور بارتداء الملابس البيضاء، ثم نفاذ جميع التذاكر المخصّصة للحفل، أمر يحتاج إلى وقفة قوية من قِبل علماء الاجتماع لدراسة هذا المجتمع الجديد، الوافد للأراضى المصرية، لأن استمرار الأمر على انقسام هذا المجتمع إلى طبقتين فقط طبقة أصحاب الملابس البيضاء و«نورث سكوير»، وطبقة معدومى الدخل المنتشرين فى بقاع المحروسة، مع اختفاء الطبقة الوسطى التى كانت تعادل كفة الميزان أمر جد خطير، لأنه سيخلق جواً من الحنق وعدم الرضا عند السواد الأعظم من الناس، الذين أصبحت معاناتهم شبه يومية مع متطلبات الحياة، فى حين هناك نوع وارد إلينا لا يعرف عن معاناة الشعب أى شىء، ويكاد ينظر إليهم من خلال نافذة السيارة، ولأن هذا المجتمع يحتاج إلى ضبط مستوى سكانه من خلال إعادة الطبقة الوسطى له، والبداية ربما تأتى من خلال إعلاء قيمة التفوق العلمى، فليس من العدل أن صاحب المجموع الكبير، الذى لم يحالفه الحظ لدخول كليات القمة ويدخل إحدى الكليات الأخرى يرى أنصاف المتعلمين يدخلون كليات القمة، لأنهم يمتلكون المال، والنتيجة طبيب ومهندس فاشل، والمدارس الخاصة التى أصبحت سبوبة للكبار أدت إلى خلق فجوة زمنية بين هؤلاء، وطلاب المدارس الحكومية، وفى النهاية مجتمع لا نعرفه.. ما حدث فى حفل عمرو دياب ليس الأول ولن يكون الأخير، الذى يظهر أين أصبح هذا المجتمع من مجتمع أصحاب الملابس البيضاء.
د. محمد الطربيلى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. “الوطن” تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]
