أعلنت منظمة الصحة العالمية، قبل يومين، أن مرض جدري القرود أصبح وباء عالميا يدق ناقوس خطر حول العالم، خاصة بعد إصابة 16 ألف شخصا بهذا الفيروس في 72 دولة، ما دفع كثيرين للبحث عن هذا المرض وتاريخ انتشاره، وهو ما سلط الضوء عليه تقرير لصحيفة «ستار» الماليزية.
ويطلق اسم جدري القرود على هذا الفيروس الذي تم اكتشافه لأول مرة لدى قرد بإحدى مستعمرات القرود، كما ينتمي لسلالة فيروس الجدري القاتل الذي تم القضاء عليه في عام 1980 ولكنه كان أقل حدة بكثير.
أول إصابة بشرية بجدري القرود
تم الكشف عن أول حالة إصابة بمرض جدري القرود في 1970 في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) وكانت هذه الإصابة لطفل يبلغ عمره تسع سنوات، واستوطن المرض في منطقة الغابات الاستوائية وسط وغرب أفريقيا، حيث قامت 11 دولة بالإبلاغ عن إصابات بهذا المرض.
وفي ذلك الوقت، كان المرض ينتقل عن طريق الاتصال المباشر والقريب من الحيوانات المصابة أو القوارض أو الأشخاص المصابين.
الانتشار الأول للمرض خارج حدود قارة أفريقيا
واكُتشف المرض لأول مرة خارج القارة الأفريقية في الولايات المتحدة عام 2003، ويعتقد أن سبب وصول المرض إليها يعود إلى القوارض المستوردة من غانا، والتي نقلت المرض إلى كلاب البراري.
وأعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تسجيل 87 حالة إصابة بالمرض دون تسجيل أي حالات وفيات.
ظهور المرض مرة أخرى في نيجيريا
وفي نفس السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل 200 حالة مؤكدة في نيجيريا في 2017، وكانت نسبة الوفيات تصل وقتها إلى 3%.
وفي خلال خمس أعوام، تم تسجيل حالات إصابة بالمرض لدى بعض المسافرين القادمين من نيجيريا في أماكن متفرقة حول العالم، وتحديدا في بعض الدول بينهم بريطانيا وسنغافورة والولايات الأمريكية المتحدة وإسرائيل.
انتشار المرض بوتيرة أسرع خارج القارة السمراء
وفي مايو 2022، تم الكشف عن سيل من الإصابات في دول خارج القارة السمراء في أشخاص لا تربطهم أي صلة بالسفر أو الاختلاط بأشخاص من بؤرة ظهور المرض، وكان اكثر المصابين رجال مثليين.
وأصبحت قارة أوربا بؤرة تفشى المرض الجديد حول العالم، حيث سجلت بريطانيا في 20 مايو 20 حالة مؤكدة، وكان أكثرهم رجال مثليون.
وفي نفس ذلك التاريخ، سجلت منظمة الصحة العالمية 80 حالة حول العالم، تحديدا في استراليا وكندا وألمانيا وإيطاليا والبرتغال والسويد وإسبانيا.
الظهور الأول للقاحات
وفي يوم 23 من شهر مايو، أعلنت الولايات المتحدة عن استعداها لإعطاء لقاحات الجدري، والتي تعد فعالة ضد مرض جدري القرود، للأشخاص الذين خالطوا أو كانوا على اتصال وثيق بمرضى جدري القرود.
وبعد ثلاثة أيام، أعلن الاتحاد الأوربي أنه يعمل على مركزية بيع اللقاحات، كما فعل من قبل مع لقاحات فيروس كورونا.
تفشي الوباء بشراسة حول العالم
وفي مطلع شهر يونيو، قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، أنه تم تسجيل أكثر من ألف إصابة مؤكدة في 29 دولة، والتي غالبا لا يظهر أو يوجد بها المرض.
واجمتع خبراء منظمة الصحة العالمية لمناقشة تهديد الفيروس، ولكنهم اتفقوا على أن الفيروس لا يمثل تهديدا عالميا.
14ألف إصابة في 29 دولة حول العالم
ثم أعلنت السلطات الفرنسية في 8 يوليو تلقيح الأشخاص المعرضين لخطر الفيروس من بينهم الرجال المثليين، والأشخاص المحولين جنسيا.
وكشف مركز الوقاية والحماية الأمريكية من الامراض عن تسجيل 11 ألف حالة مؤكدة في 60 دولة حول العالم، لم يظهر بهم المرض من قبل، وكانت أكثر هذه الحالات في قارة أوروبا، والولايات المتحدة، وكندا.
وتتضاعف عدد الإصابات في مدينة نيويورك الأمريكية خلال أسبوع ليصل إلى مئات، بينما يقف الأمريكيون في صفوف للحصول على اللقاحات المضادة لجدري القرود غير المتوفرة بشكل كبير أو دائم.
«الصحة العالمية»: 17 ألف إصابة في 75 دولة حول العالم
وقال مدير منظمة الصحة العالمية يوم السبت 23 يوليو إنه تم تسجيل أكثر من 17 ألف حالة إصابة هذا العام في 75 دولة، بالإضافة إلى 5 وفيات جميعهم في قارة أفريقيا.
كما عقد اجتماع في هذا اليوم لخبراء منظمة الصحة العالمية وتم الإعلان عن حالة طوارئ صحية دولية لمواجهة جدري القرود.
