في منطقة يطلق عليها «الرشاح» بجانب قرية ذات الكوم بمنشأة القناطر، وأثناء توجه أحد المزارعين للقطعة الزراعية الخاصة به تفاجأ بجثة ملقاة وسط الزراعات، لم يستطع التعرف على ملامحها، وأبلغ رجال الشرطة، وتبين أن المجني عليه شاب من أهالي القرية يدعى محمود ويعمل مدرس لغة إنجليزية.
العشاء الأخير
في الليلة السابقة ليوم العثور على جثة محمود بقريتهم ذات الكوم التابعة لمنطقة منشأة القناطر، كان الشاب جالسًا مع والده ووالدته وتناول معهما وجبة العشاء وكانت الساعة نحو التاسعة مساءً وبعدها صعد إلى شقته للجلوس مع طفله الصغير الذي لم يتجاوز عمره سنة ونصف، وبعدها جاءته مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص وخرج من المنزل، ولم يعد حتى عثروا على جثته مقتولا وسط محصول الذرة.
صرخات المزارع
صرخات واستغاثت المزارع التي كشفت الجريمة، لفتت أنظار أهالي القرية الريفية، أسرعوا كبارا وصغارا إلى مصدر تلك الصرخات، الجميع يقف في حالة صدمة، الجميع مذهول، لدرجة أنه لم يتعرف أحد على الجثة نهائيًا، لم يعلموا وقت اكتشافها أن تلك الجثة لابن قريتهم محمود حتى حضر رجال الشرطة وكشفوا لغز الواقعة وكشف هوية المقتول، وبعد ساعات تم التوصل إلى القاتل.
60 ألف جنيه
قاتل محمود هو صديقه، طالبه محمود مرارًا وتكرارًا بإعطائه المبلغ المالي 60 ألف جنيه نصيبه من الجمعية التي اشتركوا فيها، ولكن المتهم لم يسدد له المبالغ وظل يماطل، حتى أبلغه محمود أنه سيشكوا إلى والده وعائلته حتى يعيد له المبلغ ليقرر المتهم أن ينهي حياته.
الأسرة تروي الكواليس
ولكشف كواليس الجريمة التي شهدت قرية ذات الكوم التابعة لمركز منشأة القناطر، تواصلت «الوطن» مع شقيق محمود المجني عليه، والذي روى كواليس تغيب محمود ولحظة العثور على جثة المجني عليه والدافع وراء إقدام المتهم على ارتكاب تلك الجريمة المأساوية التي هزت القرية بأكلمها.
يقول شقيق الضحية: «محمود مدرس إنجليزي، سيرته طيبة في القرية، كان بيكافح مع والده ووالدته، سافر بره قعد سنة ورجع اشترى حتة أرض، وبعد ما رجع عمل جمعية مع حد من البلد عشان يكمل أقساط قطعة الأرض اللي اشتراها، وعلى مدار الأيام مأخدش فلوس الجمعية ولما طالب الشخص دا كان بيماطل، ولما ملقيش فايدة قاله أنا هشتكي لأبوك أو حد من عيلتك لأني مطالب بدفع أقساط الأرض».
وتابع: «بعدها جه تليفون لمحمود الساعة 12 بالليل، وبعد ما اتعشى مع والده ووالده، خرج من البيت، في اليوم التالي عرفنا إن فيه حد مقتول فوق عند منطقة الرشاح ف] القرية، ومحدش اتعرف عليه من آثار الضرب التي كانت بجسده، وكان مرمي وسط محصول الذرة والهدوم اللي كانت على جسده مكانش هدومه، وكان فيه طعنات كتير في جسده، نحو 17 طعنة في أماكن كتير في جسده وصدره وجنبه وضرب في رقبته، وفيه تشويه في جسده».
هاتف مغلق
واستكمل: «بعدما ما محمود خرج من البيت تليفونه اتقفل وفضلنا نرن عليه ولكن الهاتف كان مغلق، وتاني يوم عثرنا على جثته في الزراعات وسط محصول الذرة في منطقة اسمها الرشاح، والدته ووالده عايشين ومعاه طفل عنده سنة ونصف».
بكاء
وأوضح أن ابن المجنى عليه الذي لم يتجاوز عمره عاما ونصف لا يتوقف عن البكاء عن والده، كما أن والده ووالدته في حالة يرثى لها مطالبين بالقصاص من المتهم مرتكب الواقعة.
بلاغ
ورد بلاغ إلى رجال الشرطة يفيد العثور على جثة شاب بقرية ذات الكوم وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لشاب يعمل مدرسا وبها عدة طعنات، وتم القبض على المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وأمرت جهات التحقيق بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وقرر قاضي المعارضات تجديد حبس المتهم 14 يومًا.