قال السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، إنه تربى في أسرة تحترم العمل العام، والدبلوماسية جزء من ذلك، إذ تعتبره مسؤولية وأمانة، ومن ثم فإنه عندما كتب كتابا عما عاصره وما كان مسؤولا عنه وما تابعه بعد ذلك، التزم بالصدق والأمانة في الطرح، حتى لو كان ذلك على حساب موقف أخذه شخصيا أو اتخذته مصر، لأنه لا اجتهاد دون نجاح في أحيان وفشل في أحيان أخرى.
كتابه في قلب الأحداث
وأضاف فهمي، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج «في المساء مع قصواء»، على قناة cbc، أن الأسلوب الوحيد في عدم ارتكاب الأخطاء هو عدم العمل، وهو ما لم يتبعه أبدا، ومن ثم، فقد اعتمد على المكاشفة والصراحة في كتابه «في قلب الأحداث»، إذ أنه تربى على أنّ العمل العام مسؤولية وأمانة.
المصارحة عند الدبلوماسيين
وحول حدود المصارحة والمكاشفة عند الدبلوماسيين، قال: «بطبيعة الحال، هناك أمور معينة لا يجوز الإفصاح عنها وفي مدة زمنية معينة، أو عند صدور قرار بذلك من الجهة المعنية، وبالتالي فإن هناك أسرارا كثيرة لم يتعرض لها في كتابه، فهناك قضايا لا يجوز تناولها بشكل علني».
فائدة الحديث للأجيال القادمة
وأكد أن الغالبية العظمى من القضايا يمكن مكاشفتها وهناك مسؤولية التحدث عنها بصراحة لإفادة الأجيال القادمة، وبالتالي يجب الحرص على تعلم الأجيال الجديدة مما فعلته الأجيال الأقدم.
حديثه عن والده
وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أن والده إسماعيل فهمي علمه وإخوته بأن يعيشوا وفق إرادتهم، وألا يعيد أحد حياة الآخر، حتى لو كان الآخر ناجحا، موضحًا: «توجيهه لنا عيش حياتك، فأنا تناولت الوالد في كتابي في قلب الأحداث في صفحات قليلة كوزير خارجية وليس كوالد، واحترمت توجيهه لي بأن أقيم الأمور بعيني وعقلي وليس من منطلق فكره، لأنه تحدث عن نفسه في كتابه وتصريحاته».
حرب أكتوبر
وتابع: «والدي كان له دور مهم، فلا يمكن الحديث عن الدبلوماسية عقب حرب أكتوبر دون التعرض للإسهام الذي ساهم فيه، وبعد ذلك، كان هناك نوع من المواءمة الغريبة في المنزل، والدي لم يحاول أن يوجهني سياسيا رغم أنه كان يهتم بي على الصعيد الإنساني، فقد كان مهتما بي إنسانيا ولم يحاول أن يوجهني سياسيا ولم أحاول أن أثقل عليه بمسؤولية أتحملها، وأرجو أن يتعلم الكل من ذلك، لأن كل قرار له الظروف الخاصة بي».
