ويقدر عدد الليبيين الذين حلوا ضيوفا على الجزائر بأكثر من 3 آلاف مواطن ليبي جاؤوا على متن سيارتهم الخاصة، بعد أن قاموا بقطع مسافة 800 كيلومترا من العاصمة الليبية طرابلس إلى شواطئ الجزائر من الجهة الشرقية تحديدا مدينة الطارف الساحلية.
ونشر الليبيون صورا على صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سعادتهم لتواجدهم على أرض الجزائر لأول مرة، وقدموا ردودا عن الاستفسارات المتعلقة بأسعار الفنادق وأبرز المواقع التي ينبغي زيارتها.
واعتبر الناشط السياحي الجزائري هشام داعوا الذي أشرف على تنظيم رحلات سياحية لعدد من الليبيين إلى الجزائر، أن هذا التحول يأتي نتيجة تصحيح الصورة النمطية التي كانت سائدة.
وقال داعوا لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نتحدث اليوم عن أجيال جديدة تصنع الفارق وتصحح الصور النمطية وتتطلع إلى اكتشاف العالم”.
وأضاف : “لقد ساهم الجيل الجديد من الليبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بناء صورة حقيقية عن الجزائر، وهو ما دفعهم للسفر برا إلى الجزائر وبأعداد كبيرة بمجرد إعادة فتح الحدود البرية الشرقية للجزائر مع تونس”.
وفي ظل استمرار غلق المنافذ البرية بين الجزائر وليبيا، توافد الليبيون إلى الجزائر عبر الحدود الجزائرية التونسية وخاصة معبر أم الطبول في شمال الجزائر، الذي أعيد فتحه رسميا بتاريخ 15 يوليو 2022 بعدما ظل مغلقا لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.
وسمح قرار إعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر وتونس بعبور عشرات السيارات للمواطنين الليبيين باتجاه الجزائر لقضاء عطلة الصيف واكتشاف المناطق السياحية وشواطئ الجزائر والمناطق الأثرية، علما أن الزائر الليبي لا يحتاج إلى تأشيرة لدخول الجزائر.
العدد في تزايد
وعن تنامي إقبال الليبيين على السفر للجزائر، قال الرحالة الليبي محمد السليني الذي وصل هو الآخر إلى الجزائر برفقة مجموعة من أصدقائه: “بما أن كل الليبيين يتدفقون إلى الجزائر، لم أستطع المقاومة”.
وأوضح السليني الشهير بلقب “رحليستا”: “لم يكن أحد يتوقع أن تكون وجهة الليبيين هي الجزائر، والعدد في تزايد وأغلبهم يزورونها لأول مرة”.
ورصد السليني ثلاثة أسباب تدفع الليبيين لزيارة الجزائر، وقال موضحا: “الشعب الجزائري كريم ومضياف، البلد قارة فيها البحر والصحراء والأسعار رخيصة تجعلك تستمتع بوقتك بتكاليف معقولة جدا”.
وتتمتع الجزائر بشريط ساحلي يمتد على طول 1200 كيلومترا يضم عشرات الشواطئ المتميزة، وتعتبر الجهة الشرقية من الجزائر واحدة من أهم الأقطاب السياحية والتي تجمع بين السياحة الشاطئية والتاريخية لما تضمه من آثار تحكي تاريخ الحاضرات التي يزيد عمرها على 2500 عام.
في انتظار فتح معبر الدبداب
ويتطلع شعبا البلدين وخاصة التجار، للإسراع في تطبيق قرار فتح المعبر الحدودي الرابط بين بلدية الدبداب الجزائرية وغدامس الليبية، من أجل تكثيف حركة النقل والسلع.
واتفقت الجزائر مع الحكومة الليبية عقب زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة إلى الجزائر، شهر أبريل الماضي، على فتح المعبر الحدودي الدبداب لاستئناف التبادل التجاري وتصدير البضائع إلى الجانب الليبي، دون تحديد موعد رسمي لذلك، بعدما ظل المنفذ مغلقا منذ عام 2014 بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وقبل سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، كانت الحدود الجزائرية الليبية لعقود من الزمن بوابة مهمة للتجار الجزائريين الصغار ممن يطلق عليهم محليا اسم “البزناسة” وهم الذين يتجارون في الملابس والهاتف النقالة والسلع الخفيفة.
ويرى الخبير الاقتصادي الجزائري حميد علوان أن توافد السياح الليبين إلى الجزائر بهذا الشكل من شأنه أن يشجع سلطات البلدين لإعادة فتح المعابر الجنوبية وتحديدا معبر “الدبداب” الذي يعتبر شريان التجارة الحرة بين البلدين.
وقال علوان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “مسألة الحدود الجزائرية الليبية ستبقى محل نقاش أمني محض، وإعادة فتحها سيكون مرهونا بالتحديات الأمنية”.