على مدار أكثر من 30 عامًا، اعتاد «خالد» العمل على سيارته المتنقلة لبيع الحلويات الشرقية على أحد الكباري بطريق الإسماعيلية الزقازيق الزراعي قرب مركز القصاصين، ليكتسب شهرة واسعة بين عملائه ممن يترددون عليه بشكل يومي، ويعاونه أبناؤه الثلاثة في إعداد الحلوى، إذ استطاع الإنفاق عليهم وتربيتهم وإدخالهم أفضل الكليات بفضل عمله كبائع متجول.
«خالد» بائع حلوى متجول في الإسماعيلية
يحكي خالد النمس من محافظة الشرقية، أنه اشترى سيارة ربع نقل في عام 1994، وبدأ مشروعه الخاص للإنفاق على أسرته وتربية أولاده الثلاثة ليكملوا تعليمهم الجامعي، ويتخرج منهم الطبيب والمهندس والمدرس، إذ يجهز مع زوجته الحلوى بشكل يومي ويتعاون معه أولاده الثلاثة في ذلك، ثم يبدأ يومه منذ الساعات الأولى من الصباح وحتى نفاد الحلويات الشرقية، بحسب حديثه لـ«الوطن».
«بنصنع الحلويات في البيت وبتكون عبارة عن بسبوسة وكنافة وجلاش ومشبك وأنواع أخرى من الحلويات الشرقية والأسعار في متناول الجميع»، يبيع «خالد» الكيلو بسعر يبدأ من 30 جنيهًا ويأتي له الزبائن من جميع الأنحاء كون الحلوى مخبوزة بالسمن البلدي الذي يعطيها مذاقًا مختلفًا عن حلويات المصانع.
وأشار البائع المتنقل إلى أنه توقف بسيارته منذ سنوات طويلة على كوبري قرية المحسمة التابعة لمركز ومدينة القصاصين بالإسماعيلية، وارتبط بعلاقات طيبة مع كافة أهالي القرية والقرى المجاورة، وأصبحوا زبائنه الدائمين بحسب وصفه.
أبناء عم «خالد» يساعدونه يوميًا
رغم التحاق الأبناء الثلاثة بكليات القمة، إلا أنهم يساعدون والدهم في صنع الحلوى لاكتساب خبرات أيضًا في ذلك المجال وكنوع من رد الجميل لوالدهم: «ما زالوا بيساعدوني في تصنيع الحلوى لغاية دلوقتي وأنا بفرح لما بيعملوا كده، وإحنا بنجهز الخامات قبل أذان المغرب ويتم دمجها في الصواني الكبيرة بطريقة معينة وإدخالها للأفران الخاصة بعد منتصف الليل»، وبعد ذلك يبدأ الرجل عمله في الساعة السابعة صباحًا وينتهي بعد أذان العشاء، ثم يعود لمنزله: «أنا ماعرفش حاجة غير الشغلانة دي».
