قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب ووحدة الإرشاد الأسري بدار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل يحب المتسامحين والعافين عن الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، موضحًا أن هناك عدة أسباب تؤدي لامتناع الإنسان عن قيم التسامح؛ أبرزها الأنا: «تلاقي حد يقولك أهم حاجة أكون مبسوط ومصلحتي تتقضي، والناس يتحرقوا، ليه أتسامح»، وهذا أمر ليس صحيح على الإطلاق.
وأضاف «الورداني»، خلال تقديمه برنامج «ولا تعسروا»، الذي يُعرض على شاشة «الأولى»، أن ضيق الخلق يجعل الإنسان يمتنع عن قيم التسامح، فضلًا عن هشاشة العلاقات: «قبل كده زمان كان لما حد يسمع أن شخص مقاطع أخوه يقول دي جريمة، دلوقتي بقى سهل حد يقاطع أخوه أو أخته أو والده أو والدته، وكمان الناس مش لاقيه أصدقاء من كتر امتناع التسامح»، موضحًا أن هناك سببا آخر يكمن في توسيع مفهوم الأذى والعلاقات السامة.
المبالغة في استخدام مفهوم الكرامة
وأشار أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب ووحدة الإرشاد الأسري بدار الإفتاء المصرية، إلى أنه من الممكن أن تكون غالبية الحقوق الخاصة بنا وحديثنا عن المظالم مجرد اختلاف وجهات النظر: «ممكن تلاقي واحد بيعتبر علاقة مؤذية لسبب غير منطقي»، محذرًا من الحساسية المفرطة وسوء الظن بالناس، والمبالغة في استخدام مفهوم الكرامة.
وتابع: «تلاقي واحد بيقول داس على كرامتي، عشان نده عليه من غير ألقاب»، مؤكدا أن التسامح المطلوب متزن دون تفريط.
المتسامح لا يهدر حقوقه
وأوضح أنه لا أحد يقبل أن يهان أو يسب أو يترك نفسه للاستهلاك: «ليس للمرء أن يذل نفسه بأن يحملها ما لا تطيق، والمتسامح لا يهدر حقوقه، إنما يحفظها بحق ويقين».