بالبداية أريد ان اعبر حبي وامتناني لكل تلك الرسائل المغلفة بالحب منكم بعد انضمامي لأول مرة لأكاديمية مختصة بكرة القدم في سوريا، انتم رفاق هذا المشور من أوله لخط النهاية، ولا أعتقد انه يوجد معكم خط نهاية أبداً.
في موسم 2019/2020 قرر رئيس ريال مدريد الإعلان عن ثلاث صفقات لناديه الاولى حارس مرمى ، الثاني لاعب لاتيني قادم من الأوروغواي والثالث جار برازيلي صغير بالعمر.
الأول وهو حارس المرمى عاش قصة مع موسم أول سيء بالنسبة لوافد جديد بسبب تخبط الفريق بشكل عام والخروج من جميع المنافسات في فترة قصيرة وهو ما زاد الطين بلة وزاد الضغوطات اكثر واكثر على البلجيكي الفتى الثاني وهو الشاب الأوروغوياني…موسم اول قليل المشاركات…احتياطي ايضاً…والثالث أساسي لكن لم يجد نفسه من البداية ، أهداف مهدرة ، مهارات سلبية وخسارات كبيرة للكرة جعله مادة دسمة للصحافة الاوروبية الإسبانية.
موسم أول مع زين الدين زيدان…بدأ الفتى يجد نفسه اكثر في التشكيلة الرسمية للفريق، وصولاً لنهاية موسم ال2020 الشاب البرازيلي لم تكن مساهماته التهديفية كثيرة…بفترة قصيرة بعدها عند اقتراب نهاية الموسم كاميرا احد الممرات التي تودي لاحد الملاعب التقطت حديث اثنين من زملاؤه بالفريق ” الأول يقول للثاني لاتمرر له يا اخي انه يلعب ضدنا ”
انتهى الموسم بعدها بلقب ليغا وحيد…وأنتهت معها محاولة ذلك الشاب مرةً أخرى لجذب الأنظار والنجاح المبكر.
بداية الموسم الثاني مع زيدان في عام 2021 البوادر الإيجابي بدأت بالظهور على الجناح الشاب أداؤه المثالي في دوري الأبطال من المجموعات وصولاً لإقصاء ليفربول من الالفريدو دي ستيفانو…ثقة أكبر في النفس تهديف أكثر وجديّة اكثر فوق ارض الميدان.
انتهت المنافسة على الليجا لصالح الأتلتي والخروج كان من نصف النهائي من تشيلسي ليودع الريال دوري الأبطال أيضاً وينهي الموسم بصفر القاب.
” 2022…سنة الشاب مع العجوز الإيطالي ”
لو قمت بذكر اسم اي جناح لاتيني في هذه اللعبة ، سيخطر على ذهن الشخص المقابل لك المهارة المفرطة ، الإستعراض ، والفردية ايضاً وبالحقيقة هي بالفعل كانت بداية فينسيوس مع الفريق، حتى أن المهارة في بعض الاوقات لم تنجح معه ، كان يخسر الكرة كثيراً في مناطق حساسة تسبب في انقلاب الضغط على فريق الريال ، وهو ما جعل الصحافة المدريدية تطالب بأن يتم وضعه على الدكة وقامت أيضاً بنشر اسماء للاعبين اخرين للضغط على الادراة وإثارة الجدل المعتاد في صفوف الفرق وهو عمل الصحافة بشكل واضح ايضاً.
اليوم ، أصبحت المهارة مجدية للشاب البرازيلي ، إيجابي أكثر ، حتى انه وصل لمرحلة عالية من الثقة بالنفس وبالفعل ترجمت هذه الثقة بالنفس ليصبح اكبر المساهمين مع كريم بنزيما باهداف الفريق على مدار موسم واحد مع كارلو انشيلوتي.
تكنيك جسده ، يسمح له بالحفاظ على الكرة لفترات طويلة ، بالإضافة لسرعته التي تساعده على الإختراق وشغل جهة كاملة مع مدافعيها لفتح المساحة وتحرير اي لاعب يريد أن يقوم بالإضافة الهجومية من العمق داخل منطقة العمليات وفي المناطق الحساسة للخصم.
فكرة اخرى ، وهي تفصيلة تخلصه احياناً من المدافعين بدون كرة ، مثل حركته على فرناندينيو في مباراة الذهاب في انكلترا.
قد يقوم البعض بإرجاع السبب لتطور فينيسيوس هي اخر موسم لزين الدين زيدان، واخرون يقولون ان السبب هو عمل انشيلوتي على تحويل خامة الشاب لشيء إيجابي، والرأيين يحتملان الصواب…لكن السبب الأول والأخير برأيي هو عمل الشاب على نفسه وخاصة من الناحية الذهنية قبل البدنية..
قصة تطور ونجاح…ولو استمر على ماهو علي في موسمه الأول لكان انتهى به الطريق خارج الفريق او اسير الدكة، لو استسلم للضغوطات ولم ينجح باستثمار مهاراته بالشكل الإيجابي ايضاً.
لكنه اليوم اصبح مستقبل للفريق بشكل مضمون لو استمر على العمل ايضاً على ما هو عليه حالياً..
فيني جونيور وقصة الهروب من الباب الكبير.. من غابة الضغوطات المظلمة…غابة ضغط الجمهور والفريق الكبير…والخروج بعدها للعيش تحت الأضواء..