سيخوض النجم السويسري روجيه فيدرر آخر مباراة رسمية له في مسيرته يوم الجمعة الى جانب منافسه الأبدي الاسباني رافايل نادال في فئة الزوجي ضمن المنتخب الاوروبي لكأس ليفر في كرة المضرب.
وأثار فيدرر، الحائز على 20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى وواحد من أفضل اللاعبين على الإطلاق، موجة عالمية من ردود الفعل العاطفية عندما أعلن الاسبوع الماضي أنه سيعتزل بعد مشاركته في كأس لايفر المقررة هذا الأسبوع.
وسيتواجه فيدرر ونادال مع الاميركيين جاك ستوك وفرنسيس تيافو مساء الجمعة، قبل ان يسدل السويسري الستار على مسيرة مظفرة بعمر الحادية والاربعين.
ويتألف المنتخب الاوروبي الذي يقوده السويدي بيورن بورغ، من الرباعي نادال وفيدرر والصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني اندي موراي إضافة الى اليوناني ستيفانوس تيستسيباس والنروجي كاسبر رود والإيطالي ماتيو بيريتيني والبريطاني كاميرون نوري.
أما المنتخب العالمي الذي يقوده الأميركي الأسطورة جون ماكنرو، فيتكون من الكندي فيليكس اوجيه الياسيم والارجنتيني دييغو شفارتسمان والاميركيين تايلور فريتز وتومي بول وجاك سوك والأسترالي أليكس دي مينور.
وكان فيدرر اعرب عن امله في خوض اخر مباراة له الى جانب نادال، وقال في مؤتمر صحافي الثلاثاء: بالطبع، ستكون المناسبة فريدة فيما لو حصلت، لقد تواجهنا مرات عدة لكن الاحترام متبادل بيننا.
واضاف: بطبيعة الحال أشعر ببعض التوتر لأني لم ألعب منذ فترة طويلة وآمل في ان اكون تنافسيا، وذلك بعد غياب عن الملاعب منذ اكثر من سنة بسبب خضوعه لعمليتين جراحتين في الركبة.
لحظة تاريخية
وكان آخر ظهور لفيدرر على الصعيد التنافسي حين خسر أمام البولندي هوبرت هوركاش في ربع نهائي بطولة ويمبلدون العام الماضي.
وفي ظل استمرار معاناته مع الإصابة، ستقتصر المشاركة الأخيرة لفيدرر قبل الاعتزال على مباراة الزوجي ولن يشارك في الفردي.
وعلق نادال على مشاركته مع فيدرر في مباراة الزوجي بالقول في مؤتمر صحافي عشية انطلاق المنافسات، إنها “لحظة تاريخية”.
ورأى “أن تكون جزءاً من هذه اللحظة التاريخية، فهذا شيء لا يُصدق ولا يُنسى”، مضيفاً: أنا متحمس للغاية وآمل أن نحظى بوقت جيد ونفوز بالمباراة، سنرى ما سيحصل. آمل أن تدعمنا الجماهير كثيراً.
وعلى مدى 15 عاماً، كتب فيدرر ونادال الصفحة الأكثر إثارة في تاريخ اللعبة، في مبارزة بين أسلوبين متناقضين تميّز فيها الإسباني أخيراً بسبب أرجحيته على الأراضي الترابية.
في المواجهات المباشرة، يتفوّق ابن مايوركا 24-16 على السويسري، منذ بداية المبارزة الرائعة بينهما عام 2004.
آنذاك، كان نادال بعمر السابعة عشرة فقط وصنع المفاجأة بتغلبه في ميامي على المصنف أول عالمياً حديثاً الذي يكبره بخمس سنوات، وصولاً إلى نصف نهائي ويمبلدون 2019 المتوّج به فيدرر.
ذروة لقاءاتهما كانت في نهائي 2008 على العشب الإنجليزي. كان نادال قد خسر النهائي السابق بخمس مجموعات، وقد نجح في ايقاف سلسلة من خمسة ألقاب متتالية لابن بازل، بمباراة ملحمية استمرت نحو خمس ساعات.
تُعدّ هذه المواجهة من بين الأشهر في تاريخ كرة المضرب، إلى جانب موقعة بورغ وماكنرو في المكان عينه عام 1980.
كانت هناك مباريات قمّة أخرى، على غرار نهائي بطولة أستراليا المفتوحة 2009، عندما عجز فيدرر عن حبس دموعه بعد خسارته بخمس مجموعات، أو تلك التي أحرزها بعد ثماني سنوات محققاً عودة رائعة بعدما خفت نجمه لنحو ست سنوات.
لكن الآن: سنكون أمام نوع مختلف من الضغط بعد كل الأشياء الرائعة التي شاركناها معاً داخل وخارج الملعب، وفق ما أفاد الإسباني الخميس، مضيفاً: غداً (الجمعة) ستكون لحظة خاصة ولكن (سيكون) من الصعب أيضاً التعامل مع كل شيء، لاسيما بالنسبة له… لكن بالنسبة لي أيضاً.
ورأى إنه “يغادرنا أحد أهم، إن لم يكن أهم لاعب بمسيرتي في كرة المضرب. في النهاية، ستكون هذه اللحظة صعبة. أنا متحمس وممتن جداً للعب بجانبه”.