أمير الباحة: سياحة الريف أولويتي
وتبنت استراتيجية منطقة الباحة، ضمن أولوياتها الحفاظ على الهوية الزراعية؛ وتعزيز المبادرات النموذجية للسياحة الريفية، وأكد أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز لـ«عكاظ» أن التوجه لسياحة الريف الزراعي في منطقة الباحة أولويته؛ نظراً لما يحقق من عائدات معنوية ومادية، وما يترتب عليه من حفاظ على الهويّة الزراعية، مؤكداً أن مشاريع الريف المتصالح مع البيئة الأصلية يسير بخُطى حثيثة، نحو استكمال المقومات، والسعي الحثيث لاعتماد المرونة في بعض الإجراءات لتحفيز أعداد أكبر من المواطنين لاستثمار المدرجات الزراعية والاستفادة من مشاريع وزارة البيئة المؤهلة للمدرجات والحافظة لمياه الأمطار والضامنة للمزارعين الدعم المالي واللوجستي لتنفيذ مزارع ريف مستدام وتكاملي.
مزرعة الخميس وتوجه للبيت الحجري
تدرس مزرعة الخميس في منطقة الباحة، استكمال مشروع المزرعة الريفية، إذ حققت المزرعة إنتاج 30 طناً من الأعناب، واستزرعت نوعيات من الأشجار المثمرة، وبدأت في تربية النحل، وتتطلع لمزيد الدعم لتأسيس نزل بالحجارة، مشابهة لبيوت الأسلاف، وإقامة مطاعم ومقاهٍ في البيوت الشعبية، وأوضح المزارع فيصل بن مداوس، أن مبادرة السعودية الخضراء، محفّزة لسكان القرى للاستفادة من المردود الكبير للمزارع الريفية، مثمناً جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة، ومتطلعاً للمرونة في منح التصاريح اللازمة وتسويق الفرص الاستثمارية في المزارع بتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في قطاع السياحة الريفية.
ابن عباس.. تجربة رائدة
تعد تجربة الدكتور صالح بن عباس، في مزرعته الزيتونة تجربةً نموذجية ورائدة، إذ اجتهد طيلة 20 عاماً، في بناء المزرعة وفق معايير السياحة الريفية، لتغدو اليوم مقصد الآلاف من زوار المنطقة، وأوضح ابن عباس لـ«عكاظ»، أن علاقة أهالي منطقة الباحة بالزراعة، فطرية؛ بحكم الطبيعة الجغرافية، والمناخ المتميز، وما توارثته الأجيال من ثقافة العمل، وتحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي للبعض، مشيراً إلى أن مزرعته التي استكملت مواصفات ومعايير السياحة الريفية، بدأت بخيمة وبئر ارتواز وعدد من الشجيرات البسيطة، فيما بلغ عدد أشجارها اليوم 5 آلاف شجرة منها 4 آلاف شجرة زيتون مثمر، لافتاً إلى أن خصائص مزارع السياحة الريفية تقتضي التشغيل الذاتي؛ فالعمل اليدوي يستدعي إشراك الأسرة بكامل أفرادها لإعداد الوجبات، وإشباع شغف الزوار المعرفي، من الإرشاد والتعريف بأقسام المزرعة ومكوناتها ونوعية أشجارها، مضيفاً أن مزرعة الزيتونة تضم وحدات سكنية، وجلسات للاستمتاع بمنظر المزرعة وسماع السيمفونيات الربانية المتناغمة ما بين خرير الماء وتغريد الطيور، مؤكداً أنه بذل الكثير من الجهد والمال لتوفير ما يلزم للزائر ومنها قاعات للاجتماعات ومساحات للتنزه والترويح، ومساحات للأبقار والماعز لتوفير الزبد والسمن والجبن ودجاج لتأمين البيض، وخلايا نحل للعسل، وميفا للخبز، خصوصاً أنه يقدم وجبات إفطارعلى مدى ثلاثة أيام (الخميس، الجمعة، السبت). موضحاً أن عائلته تسهم في إعداد الوجبات، ما يشعر الجميع بالامتنان والرضا، والتشوق للتوسع في الفكرة كونها تحيل أفراد الأسرة إلى فريق عمل منتج وتضامني ويصرف لكل من يعمل راتباً شهرياً، وتطلّع لاستكمال التصاريح من وزارة البيئة، وكشف توفر 10 مزارع في الباحة قابلة لأن تكون أنموذجاً للزراعة الريفية بكامل متطلباتها وعناصرها، مثمناً دعم أمير المنطقة لملف السياحة الزراعية، ومؤملاً أن يسهم مستثمرون في إنجاح مشاريع الريف، مبدياً سعادته بتخصيص مواقع للأسر المنتجة داخل مزرعته دون مقابل.
الأكواخ.. صديقة البيئة الآمنة
عدّ المستثمر يحيى حمدان اليابس، تجربة استثماره في تأسيس مزرعة ريفية، وإقامة نزل الكوخ، بحكم ما تمنح من راحة للزائر والسائح، بخصائص الأكواخ المتصالحة مع البيئة، وثمن الجهود الحثيثة للمسؤولين وتبنيهم دعم المشاريع النوعية لخدمة المنطقة سياحياً وزراعياً.
رئيس غرفة الباحة: خروج من الجدران الأربعة
أكد رئيس مجلس الغرفة التجارية في منطقة الباحة محمد سعيد المعجباني، أن للزراعة الريفية مردوداً تنموياً بدءاً من حفظ المزارع من الاندثار، وحمايتها من الأشجار والنباتات الضارة، مشيراً إلى ما للزراعة من فوائد تحد من التلوث، وتغني الوجدان بالمناظر الخضراء، ودعا الجهات المسؤولة عن سياحة الريف إلى المرونة في منح التصاريح والدعم المالي، لتتكامل الدائرة الاقتصادية، بين القطاعات والمزارعين، وبين المزارعين وأفراد الأسرة، فالابن والبنت مرشدان سياحيان، وتغدو العائلات أسراً منتجة، داخل مزارعها، إضافة لإقامة فعاليات فلكلورية، ورجّح المعجباني فكرة النُزل الريفي قليل البناء كون السائح يطمح للتخلص من أسر الجدران الأسمنتية الأربعة.