امتدت إضرابات قطاع النفط في إيران إلى مصفاة تكرير رئيسية للخام في الجنوب الغربي، وفقًا لمقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء، حيث بدا أن العمال ينضمون إلى احتجاجات واسعة ضد السلطة على مستوى البلاد.
أظهرت مقاطع فيديو لم يتم التحقق منها على تويتر، عشرات من عمال البتروكيماويات، بعضهم يرتدي زياً، يتجمعون خارج المباني أو ينظمون مظاهرات في مصفاة عبادان في مركز إنتاج النفط في إقليم خوزستان.
وبدا أن الاضرابات حدثت في المرحلة الثانية من مصفاة عبادان التي لها أهمية رمزية كبيرة في إيران. حيث لعبت الاضرابات في المنشأة، وهي الأقدم في الشرق الأوسط، دورًا حاسمًا في ثورة 1979، مما ساعد على الإطاحة بشاه إيران.
لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أفادت بأن مصفاة عبادان الإيرانية الرئيسية تعمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء، كما نفت التقارير التي تفيد بأن العمال شنوا إضرابات في المنشأة.
وتتواصل الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران منذ وفاة شابة تبلغ من العمر 22 عامًا الشهر الماضي، في مخفر للشرطة بعد أن تم احتجازها بسبب لباسها الذي اعتبر لا يتماشى مع المعايير الموضوعة من قبل السلطة. وأثار الغضب بشأن مصير مهسا أميني إحدى أكبر الاحتجاجات في البلاد.
يأتي الإضراب الصناعي في عبادان في أعقاب تقارير يوم أمس الاثنين عن إضرابات مماثلة في عسلوية، شرق عبادان، داخل مصنع يعالج الغاز من حقل بارس الجنوبي العملاق.
وتحمل عبادان أيضًا أهمية تاريخية لأنها كانت النقطة المحورية لجهود إيران في تأميم صناعتها النفطية في العام 1951، والتي بلغت ذروتها عندما قادت الولايات المتحدة وبريطانيا انقلاباً عام 1953 للإطاحة برئيس وزراء البلاد. وفي الثمانينيات، استهدفتها القوات العراقية مرارًا أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
في أبريل، قالت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط، إن المرحلة الثانية من مصفاة عبادان تخضع لتجديد بتكلفة 1.26 مليار دولار من أجل “تثبيت طاقة تكرير النفط الخام عند 360 ألف برميل يوميًا”. وتعثرت الجهود المبذولة لتحديث المنشأة المتقادمة وجذب الاستثمار الأجنبي جزئياً بسبب العقوبات المفروضة على طهران.
