يعد مهرجان ليالى الشارقة التراثية في دورته الـ20 والمقامة حاليا وتستمر حتى 21 مارس، ساحة واسعة للقاء رجال الفكر والمسئولين والموهوبين، ومن ذلك كان لقاؤنا مع الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري، خبير المكتب الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – الايسسكو في الشارقة، وتحدثنا معه حول المهرجان ومنظمة الأيسسكو ودورها فى العناية بالتراث.
في البداية قال الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري، إن مهرجان “فعاليات أيام الشارقة التراثية” مهم، لأن مثل هذه الأحداث تتعلق بالتراث، وهو مرتبط بالهوية، ويمكن القول إن التراث هو الهوية، لأن سؤال “من نحن؟” سؤال مهم جدا نطرحه، وغالبا ما نرتبط بالماضي، لكن ماذا نعرف عن الماضي كيف نتعامل معه بروح معاصرة، كيف يكون عامل دفع نحو المستقبل الذي يتناسب مع تطورات العصر الحديث.
وتابع الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري، هذا الدعم الذي تحتاجه مثل هذه المهرجانات، وهذه الرؤية التكاملية من الأفضل أن تكون بمساندة من القيادات والمؤسسات الكبرى، لأن الفرد مهما حاول فإنه لا يستطيع مهما بلغ من وعي أن يبرز ذلك، فيجب أن تتبن ذلك قيادات تأخذ بماضينا نحو المعاصرة والمستقبل الإنساني.
وأوضح الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري أن المعاصرة والتطور العلمي والتقني أمر طبيعي، وبالتالي العقل يجب أن يعمل، والعمل يعني أن أفكر كيف أبني المستقبل بشكل جيد، ونحن نعيش فى ثورة تكنولوجية، لذا السؤال: كيف أصنع مستقبلي دون التخلي على هويتي؟ إن معظم الشباب بدأ يفقد أصالته واتصاله بالتراث، والعولمة لها دخل ودور كبير جدًا.
وأضاف الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري إن التكنولوجيا الموجودة هي صناعة الإنسان، وبالتالي لا تتحرك إلا بأمر الإنسان، وهذه العقل الإنساني كيف نبنيه لكي نستفيد منه؟ هذا هو السؤال، ويؤكد العلماء فى الاجتماع والثقافة أن بناء الإنسان فى مجال معين هو رأس مال المجتمع، وأول ما أبنيه فى الإنسان هو الارتباط بمجتمعه وتراثه وهويته، لكن ما حدث حاليًا من ضعف للعلاقات الاجتماعية جعل هناك طغيان للعوامل الأخري مثل السوشيال ميديا وغير ذلك.
وأشار الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري إلى أننا بحاجة إلى مثل هذه المهرجانات لكي نذكر الجيل الجديد بألا ينسى أنه ابن هذه البيئة.
وتابع الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري إن إعلامنا العربي يحتاج إلى المزيد، مثلا لماذا لا ينقل مهرجان أيام الشارقة التراثية عالميا، لماذا لا تنقله كل شبكات العالم، كي يتابعه الجميع خاصة العرب الموجودين فى كل العالم.
وأضاف الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري أن التراث فى محط اهتمام جميع الدول فى العالم، لكن يبدأ السؤال: ما هي نسبة الاهتمام بهذا التراث، هذا الأمر نسبي، فهناك دول تهتم جدا، لأنها تريد إلى أن تعزز هويته عن طريق الإيمان المطلق بماضيها، وهناك دول ترى أن الماضي لا يعنيها.
وتابع الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري إن موضوع التراث يشكل أحد الأعمدة الرئيسية فى منظمة الأيسسكو، ومفهومنا عن كونها منظمة “إسلامية” لا يعنى تعصبًا لكن يعني هوية منفتحة على هويات العالم، فنحن منظمة دولية لكن على مستوى العالم الإسلامي، ولا ننظر للتربية والثقافة والعلوم كمنظور ديني فقط، ولكن هذا يدفعني للتعامل معها بمنظور عصري منها التراث، والأيسسكو بها لجنة تراث تقوم بحصر وتوثيق التراث فى الإعلام الإسلامي، وذلك خطوة مهمة للوصول إلى قائمة التراث العالمي، وبيننا واليونسكو تعاون كبير، الأيسسكو كمنظمة نشأت فى سنة 1981 وتم التوقيع على ميثاق الأيسسكو ما يلزم جميع دول العالم الإسلامي، لكن الالتزام بالتعهد متفاوت، هناك دولة تلتزم بشكل كامل، وتضع قدراتها فى مساعدة المنظمة، وعلينا أن نزيد اهتماما بالتراث غير المادي لأنه مهم ومرتبط بالهوية، ولابد أن تتوفر المؤسسات للعمل على بلورة هذه المفاهيم.
وعما يحدث فى سوريا من آثار مدمرة للزلزال قال الدكتور عبد العزيز حميد الجبوري إن حال سوريا كحال جميع الدول الإسلامية، ومن المؤكد أن الدول التي تعاني آثارها يقتضى ذلك تدخلنا، وسنسعى لإعادة كل شيء فى تراثها إلى ما كانت عليه.
المصدر : اليوم السابع
